
كتبت ـ مها سمير
ردّ رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام على تصريحات الأمين العام المساعد لحزب الله، نعيم قاسم، التي حملت تهديدًا مبطنًا بالحرب الأهلية، مؤكداً أن “اتفاق الطائف هو ميثاقنا، وينص بوضوح على بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية”.
سلام وفي حديث لصحيفة الشرق الأوسط، شدّد على أن “لا أحد في لبنان يريد الحرب الأهلية، وأي تلميح أو تهديد بها مرفوض تماماً”، نافياً الاتهامات التي وُجهت للحكومة بأنها تنفذ “مشروعاً أميركياً – إسرائيلياً”، وقال: “قراراتنا لبنانية خالصة، تُصنع في مجلس الوزراء ولا يُمليها أحد”.
وأوضح أن “أحداً لم يطلب تسليم سلاح حزب الله للعدو الإسرائيلي، بل للجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيته”، محذراً من “التصرفات اللامسؤولة التي قد تشعل فتنة داخلية”.
تصريحات سلام جاءت بعد كلمة متلفزة ألقاها قاسم من مدينة بعلبك، رفض فيها قرار مجلس الوزراء الصادر في 7 أغسطس 2025، والقاضي بحصر السلاح بيد الدولة، واصفاً إياه بأنه “تنفيذ لأمر أمريكي إسرائيلي”. القرار ألزم الجيش اللبناني بوضع خطة لنزع السلاح غير الشرعي خلال الشهر الحالي وتنفيذها قبل نهاية العام، في خطوة تُعدّ الأشد تحدياً للحزب منذ انتهاء الحرب الأهلية.
قاسم حذّر من أن “القرار خطير ويجرد لبنان من سلاحه الدفاعي أثناء العدوان”، مضيفاً: “لن تكون هناك حياة في لبنان إذا حاولت الحكومة مواجهة الحزب”. وأكد أن حزب الله “لن يسلم سلاح المقاومة”، متوعداً بخوض “معركة كربلائية” إذا لزم الأمر، وحمّل الحكومة “المسؤولية الكاملة عن أي انفجار داخلي أو خراب يصيب لبنان”.
في المقابل، شدّد سلام على أن الحكومة ماضية في تنفيذ قرارها “وفق القانون وبما يحفظ سيادة الدولة”، داعياً إلى التمسك بالدستور والابتعاد عن الخطاب التحريضي الذي “يهدد وحدة اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة”.