
كتبت ـ مها سمير
تتجه أنظار العالم، اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025، إلى ولاية ألاسكا الأميركية التي تستضيف قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ تولي ترامب ولايته الثانية مطلع العام الجاري.
اختيار ألاسكا لعقد القمة لم يكن صدفة، فالولاية التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية قبل بيعها للولايات المتحدة عام 1867، تمثل نقطة تلاقٍ رمزية بين التاريخ والجغرافيا، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي القريب من القطب الشمالي. وستُعقد المباحثات في قاعدة “Joint Base Elmendorf–Richardson” العسكرية بمدينة أنكوراج، وسط إجراءات أمنية مشددة.
من المقرر أن يبدأ اللقاء بجلسة مغلقة بين ترامب وبوتين، يحضرها المترجمون فقط، قبل أن تنتقل المحادثات إلى جلسة أوسع تشمل وفود البلدين. وستختتم القمة بعشاء عمل رسمي، يعقبه مؤتمر صحفي مشترك للإعلان عن نتائج المباحثات.
الملف الأبرز على طاولة القمة هو الحرب في أوكرانيا، حيث يسعى ترامب إلى التوصل لاتفاق يوقف القتال، ملوحاً بفرض عقوبات اقتصادية “قاسية” على روسيا إذا لم تظهر جدية في إنهاء الحرب. في المقابل، يتوقع مراقبون أن يعتمد بوتين على أساليبه التفاوضية المعتادة لكسب مكاسب سياسية، خصوصاً في اللقاءات الثنائية المباشرة.
كما يتوقع أن تشمل المناقشات ملفات الأمن النووي، وأمن الطاقة، والتعاون في القطب الشمالي، إضافة إلى العلاقات التجارية المتوترة بين البلدين.
التقى ترامب وبوتين ست مرات خلال الولاية الأولى لترامب (2017–2021)، كان أبرزها قمة هلسنكي عام 2018 التي أثارت جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة. أما آخر لقاء مباشر بينهما فكان في قمة العشرين بأوساكا اليابانية عام 2019.
تأتي هذه القمة في ظل توتر غير مسبوق بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة، ما يجعل نتائجها محل ترقب عالمي. ويرى محللون أن نجاحها أو فشلها قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات بين القوتين النوويتين.