
د. إيمان بشير ابوكبدة
كشفت شبكة “بي بي سي” البريطانية عن تطور جديد قد يحل لغز اختفاء الإمام السيد موسى الصدر، الذي فُقد في ليبيا عام 1978. يتعلق الأمر بصورة لجثة عُثر عليها في مشرحة سرية في العاصمة الليبية طرابلس، وتجري الآن دراسة هذه الصورة بواسطة خوارزمية متقدمة للتعرف على الوجه.
تقنية “التعرف العميق على الوجه” تكشف النتائج
يعمل البروفيسور حسن عقيل، أستاذ علم الحاسوب في جامعة برادفورد البريطانية، على تحليل هذه الصورة باستخدام خوارزمية فريدة تُعرف باسم “التعرف العميق على الوجه” (Deep Face Recognition). هذه التقنية، التي طُورت على مدار 20 عامًا، قادرة على كشف أوجه التشابه الدقيقة والمعقدة بين الصور، حتى وإن كانت غير مثالية.
تم أخذ الصورة الأصلية عام 2011 بواسطة الصحفي اللبناني-السويدي قاسم حمادة، الذي زار مشرحة سرية في طرابلس قيل له إنها قد تحتوي على رفات السيد موسى الصدر. من بين 17 جثة في المشرحة، لفتت انتباهه جثة واحدة لتشابه ملامحها مع الإمام الصدر، رغم مرور الزمن. كما لاحظ قاسم أن الجثة قد تعرضت لضرر كبير في الرأس، مما يوحي بأن الشخص قد تم إعدامه.
نتائج التحليل الرقمي
وافق البروفيسور عقيل على مقارنة صورة الجثة بأربع صور مختلفة للإمام الصدر التُقطت له في مراحل مختلفة من حياته. تعمل الخوارزمية على إعطاء درجة من 100، حيث تعني الدرجة الأعلى تطابقًا أكبر.
أقل من 50: لا توجد صلة قرابة.
بين 60 و70: احتمال كبير أن تكون الجثة للإمام الصدر أو لأحد أقاربه من الدرجة الأولى.
أكثر من 70: تطابق مباشر.
أظهرت نتائج التحليل أن صورة الجثة حصلت على درجة في الستينيات، مما يشير إلى “احتمال كبير” أن تكون الجثة تعود للإمام الصدر. وللتأكد من هذه النتيجة، قام البروفيسور بمقارنة الصورة مع صور لأفراد من عائلة الصدر وكذلك مع صور عشوائية لرجال من الشرق الأوسط. جاءت نتائج المقارنة مع صور العائلة أفضل بكثير، لكن أفضل نتيجة بقيت هي المقارنة مع صور الإمام الصدر نفسه.
دلالات النتائج
تُشير هذه النتائج إلى أن قاسم حمادة قد يكون بالفعل قد رأى جثة الإمام موسى الصدر. وبالنظر إلى وجود ضرر في الجمجمة، فإن هذا يعزز الفرضية القائلة بأن الإمام الصدر قد قُتل بعد اختفائه، وهو ما قد يمثل اختراقًا حقيقيًا في هذه القضية التي حيرت الكثيرين لعقود.