حقيقة الموت والحياة

نهاد عادل
من حقائق الحياة أننا جميعًا سنموت إن عاجلاً أم آجلاً فالموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذه الحياة و الحقيقة الغائبة الحاضرة ؛ الغائبة لأن أكثر الناس قلما يفكرون فيها والحاضرة لأنه واقع مشاهد فالناس يرونه كل يوم لا يخفى على أحد ولا يمكن أن يتجاهله أحد . إنه الحقيقة التي سلم بها كل مخلوق وأيقن بها كل إنسان جعله الله فاصلا بين حياتين ،الحياة الدنيا والحياة الآخرة فالمؤمن ينتقل به من تعب الدنيا ونصبها إلى راحة الآخرة ونعيمها والكافر ينتقل به من متع الدنيا ولذاتها إلى ضيق الآخرة وشقائها.
والعاقل الفطن من اتخذ هذه الدار سبيلا وطريقا إلى دار السعادة يعمل فيها بالصالحات ويسارع فيها بالخيرات مستحضرا دوما قوله تعالى : { يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار }.
فالشقي الغافل من شغلته دنياه عن آخرته وأقبل على الله خالياً إلا من المعاصي والسيئات ، وقد قال تعالى في حق هذا الصنف: { أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون }.
أما الدنيا كما هو معروف ليست بدار جزاء ووفاء وإنما هي دار محنة وابتلاء ولذلك أنها لم تخلق للدوام والبقاء بل للزوال والفناء.
فالاستخلاف في الأرض و الحياة فيها والعيش في أرجائها والمشي في مناكبها فتنة وابتلاء لأن الرخاء ينسي والمتاع يُلهي والثراء يطغي في دنيا مستطابة في ذوقها معجبة في منظرها مؤنقة في مظهرها الفتنة بها حاصلة وعدم السلامة منها غالبة قال صلى الله عليه وسلم: {إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء}
وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} أي ليبلوكم أيكم له أطوع وإلى مرضاته أسرع وعن محارمه أورع.
فيجب على المسلم أن يستعد للموت بالمحافظة على أداء كل ما افترضه الله تعالى عليه من الصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان و الأبتعاد عن كل الموبقات التي حرمها الله وينبغي على المسلم أن يتبع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال.