
د.نادي شلقامي
يعرّف الطفل العدواني بأنه الطفل الذي يُظهر سلوكيات عدوانية متكررة ومفرطة، سواء كانت جسدية مثل الضرب والعض والركل، أو لفظية مثل الصراخ والشتائم والتهديد. قد يُظهر هذا السلوك تجاه الأقران، أو البالغين، أو حتى الحيوانات والأشياء.
أسباب السلوك العدواني عند الأطفال
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى السلوك العدواني عند الأطفال، ومن أبرزها:
1- الأسباب البيولوجية : قد يكون لدى بعض الأطفال استعداد وراثي للسلوك العدواني، كما أن بعض المشاكل الصحية أو الاضطرابات العصبية قد تلعب دورًا.
2- الأسباب الأسرية والبيئية :
2-1- التعرض للعنف: مشاهدة الطفل للعنف في المنزل، سواء كان بين الوالدين أو تجاهه هو شخصيًا، يجعله يعتقد أن العنف وسيلة طبيعية لحل المشاكل.
2-2- الإهمال: شعور الطفل بالإهمال أو عدم الحصول على الاهتمام الكافي يدفعه للقيام بسلوكيات عدوانية لجذب الانتباه.
2-3- أساليب التربية الخاطئة: التساهل المفرط الذي لا يضع حدودًا واضحة، أو العقاب الجسدي القاسي، كلاهما يمكن أن يؤدي إلى سلوك عدواني.
2-4- الخلافات الزوجية: التوتر المستمر في المنزل يؤثر على نفسية الطفل ويجعله أكثر عُرضة للانفعال والعدوانية.
3- الأسباب الاجتماعية:
3-1- التأثر بالأقران: قد يتعلم الطفل سلوكيات عدوانية من أصدقائه في المدرسة أو الحي.
3-2- وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية: مشاهدة العنف في التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية قد يُحفّز سلوكيات مماثلة لدى الطفل.
4- الأسباب النفسية:
4-1- الإحباط والغضب: قد يُظهر الطفل العدوانية كوسيلة للتعبير عن إحباطه أو غضبه من موقف معين.
4-2- مشاعر الغيرة: غيرة الطفل من أخيه أو أخته قد تدفعه للتصرف بعدوانية.
4-3- صعوبات في التعبير: قد لا يمتلك الطفل المهارات الكافية للتعبير عن مشاعره بالكلمات، فيلجأ إلى العدوانية كبديل.
دور الأبوين والمدرس
يتطلب التعامل مع الطفل العدواني جهدًا مشتركًا من الأسرة والمدرسة.
دور الأبوين:
1-فهم سبب السلوك : لا تركز على السلوك نفسه، بل حاول فهم لماذا يتصرف طفلك بهذه الطريقة. هل هو غاضب؟ هل يشعر بالغيرة؟
2-وضع قواعد وحدود واضحة : علّم طفلك أن العنف غير مقبول تحت أي ظرف، وحدّد له عواقب واضحة ومناسبة إذا خالف القواعد.
3- التعليم بالقدوة: كن قدوة حسنة في التحكم في غضبك وحل مشاكلك بطرق سلمية. لا تلجأ إلى الصراخ أو العقاب الجسدي.
4- تعليم مهارات بديلة : ساعد طفلك على تعلم طرق أخرى للتعبير عن مشاعره، مثل استخدام الكلمات، أو الرسم، أو ممارسة الرياضة.
5-التعزيز الإيجابي : امدح طفلك وكافئه عندما يُظهر سلوكيات إيجابية وسلمية، فهذا يُعزّز لديه السلوك المطلوب.
6-قضاء وقت جيد : خصص وقتًا للعب والحديث مع طفلك لتقوية علاقتك به، وإشعاره بالحب والأمان.
7- طلب المساعدة المهنية: إذا استمر السلوك العدواني وكان خارج نطاق السيطرة، فلا تتردد في استشارة أخصائي نفسي أو مرشد أسري.
دور المدرس:
1- التعاون مع الأبوين: يجب أن يكون هناك تواصل مستمر بين المدرس والوالدين لمتابعة حالة الطفل ووضع خطة مشتركة للتعامل معه.
2- التعرف على المشكلة مبكرًا: ملاحظة السلوك العدواني في بدايته يُساعد على التدخل السريع.
3- توفير بيئة آمنة: يجب أن يشعر الطفل في الفصل بالأمان والاحترام، وأن تكون هناك قواعد واضحة للتعامل بين الطلاب.
4- تعليم مهارات حل النزاعات: يمكن للمدرس أن يُعلّم الأطفال كيفية حل خلافاتهم بطرق سلمية وإيجابية.
5- التحويل إلى متخصص: إذا كان السلوك العدواني يؤثر على الطفل أو على زملائه، يجب على المدرس توجيه الأبوين لطلب مساعدة الأخصائي النفسي في المدرسة أو خارجها.
تذكّر أن التعامل مع الطفل العدواني يحتاج إلى صبر وتفهّم وتخطيط، وليس مجرد رد فعل على السلوك.