أماني إمام
رغم التطور الهائل في تقنيات الصوت والذكاء الاصطناعي، يعود شريط الكاسيت بخطوات خجولة إلى الساحة، باعتباره أيقونة موسيقية ارتبطت بذكريات أجيال مضت، بعدما أحدث ثورة في عالم الموسيقى والإعلام خلال القرن العشرين.

img 2888
ابتكر المهندس الهولندي لو أوتنز الشريط المدمج عام 1962 بشركة “فيليبس”، ليُطرح رسميًا في معرض برلين عام 1963، ويصل إلى الولايات المتحدة عام 1964. وبفضل تصميمه العملي — بكرتين صغيرتين داخل غلاف بلاستيكي يضم غشاءً مغناطيسيًا — سهّل الكاسيت تسجيل وحفظ الأغاني، في وقت كان الاعتماد فيه على أسطوانات الفينيل الضخمة.
أحدث الكاسيت نقلة نوعية، إذ أتاح للمستخدمين تسجيل أشرطتهم بأنفسهم، سواء لمشاركة الأغاني أو للاستخدام الإعلامي، قبل أن يقفز إلى العالمية مع جهاز Walkman من “سوني”، الذي جعل الموسيقى رفيقًا دائمًا أثناء التنقل.

img 2884
وبلغت الأشرطة ذروتها في الثمانينيات، لكن انتشار الأقراص المدمجة (CD) في التسعينيات دفعها إلى التراجع التدريجي حتى اختفت تقريبًا مطلع الألفية. ورغم ذلك، عادت مؤخرًا بشكل محدود مدفوعة برغبة عشاق الموسيقى والحنين إلى الماضي، حيث لا يزال بعض الفنانين يطرحون ألبوماتهم على الكاسيت إلى جانب الفينيل والأقراص المدمجة.
اليوم، يُباع الكاسيت في متاجر عالمية مثل Urban Outfitters، لكن عودته تظل رمزية أكثر منها تجارية، بوصفه ذكرى زمن بسيط غيّر شكل علاقتنا بالموسيقى، قبل أن يترك مكانه لتقنيات أكثر تطورًا.
