كتبت ـ مها سمير
في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في أوروبا وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، اتفق قادة أوروبيون، بقيادة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على صياغة خطة سلام جديدة لعرضها على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك خلال قمة عُقدت في لندن، حيث أبدى الزعماء دعمهم القوي لأوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، مع التأكيد على ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي لتعزيز القدرات الذاتية للقارة.
تأتي هذه المبادرة الأوروبية في أعقاب توتر شهدته العلاقات بين زيلينسكي وترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض، مما أثار مخاوف بشأن استمرار الدعم الأمريكي لكييف. وفي هذا السياق، اقترحت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عقد قمة تجمع الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلفاء آخرين لمناقشة التحديات الراهنة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
من جانبه، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن الخطة قد تتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة شهر، على الرغم من عدم الكشف عن التفاصيل الكاملة للمبادرة حتى الآن. ويهدف القادة الأوروبيون من خلال هذه الخطوة إلى توحيد المواقف بين واشنطن وأوروبا وكييف بشأن شروط إنهاء الصراع، مع التأكيد على أهمية استمرار الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا ونشر قوات أوروبية لتوفير الضمانات الأمنية اللازمة.
يُذكر أن هذه التحركات تأتي في ظل تقارير تفيد بتقارب محتمل بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يزيد من قلق الدول الأوروبية حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا. ولذلك، يسعى القادة الأوروبيون إلى إظهار التزامهم بتعزيز قدراتهم الدفاعية وإقناع واشنطن بضرورة استمرار دعمها لأمن القارة.
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أهمية تكثيف الجهود الدفاعية الأوروبية للمساهمة في إرساء السلام في أوكرانيا وضمان استقرار القارة بأكملها.
كما شدد على أن الضمانات الأمنية الأمريكية تُعتبر عنصرًا أساسيًا لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
مع استمرار التحديات الأمنية في أوروبا، تبقى الأنظار متجهة نحو مدى فعالية هذه المبادرة الأوروبية وقدرتها على تحقيق توافق مع الإدارة الأمريكية لضمان مستقبل آمن ومستقر لأوكرانيا والمنطقة بأسرها.
