الأربعاء 2 ربيع الثاني 1447 | 24 - سبتمبر - 2025 - 5:42 م
الرئيسيةمقالاتالدمار الشامل الذي تُحدثه الحروب لا يجنى إلا الخراب

الدمار الشامل الذي تُحدثه الحروب لا يجنى إلا الخراب

بقلم : جمال حشاد

تُعَدّ الحروب من أخطر الكوارث التي عرفتها البشرية عبر التاريخ، فهي لا تقتصر على المواجهات العسكرية فحسب، بل تمتد آثارها إلى الإنسان والبيئة والاقتصاد والثقافة. الدمار الشامل الذي تخلّفه الحروب يُمثل جرحًا عميقًا في جسد الحضارة الإنسانية، حيث تندثر معه الأرواح والمقدرات والقيم الإنسانية.

أكبر خسائر الحروب هي الأرواح البشرية. فالحروب تحصد ملايين الضحايا من المدنيين والعسكريين، وتخلّف جرحى ومعاقين يعانون مدى الحياة. كما تؤدي إلى نزوح الملايين، ليعيشوا بلا مأوى أو غذاء أو رعاية صحية. وتُدمّر البنية النفسية للمجتمعات، إذ تنتشر الصدمات النفسية والاكتئاب والخوف المستمر.

تدمّر الحروب البنية التحتية من طرق وجسور ومستشفيات ومصانع، ما يوقف عجلة الإنتاج ويُغرق الدول في فقر وديون ضخمة. تتراجع التجارة والاستثمار، وتنهار العملات المحلية، لتبقى الدول سنوات طويلة تحاول إعادة إعمار ما هدمته الحرب.

لا تقتصر آثار الحرب على البشر، بل تمتد لتشمل الطبيعة. فالأسلحة الحديثة تُلوِّث الهواء والماء والتربة، وتدمّر الغابات والمحاصيل الزراعية، ما يؤدي إلى نقص الغذاء وتهديد الحياة البرية. وقد يستغرق إصلاح الأضرار البيئية عقودًا طويلة.

تُدمّر الحروب المراكز التاريخية والمكتبات والمتاحف، فتضيع آثار حضارات بأكملها. كما تؤدي إلى تفكك الأسر والمجتمعات، وتنتشر الجريمة والفوضى، ما يجعل إعادة النسيج الاجتماعي مهمة شاقة.

إن الدمار الشامل الذي تُخلّفه الحروب يذكّرنا بأن السلام ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة لبقاء الإنسانية. فبدلاً من إنفاق الموارد على النزاعات والتسلّح، يجب توجيه الجهود نحو الحوار والتنمية. فالحروب تدمّر، أما السلام فيبني ويُحيي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا