كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يعتمد مدى أمان تناول أدوية ضغط الدم على معدة فارغة على نوع الدواء الذي تتناوله وعلى تعليمات طبيبك الخاص. بعض أدوية ضغط الدم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (مثل ليزينوبريل) أو حاصرات بيتا (مثل أتينولول)، تُمتص بشكل أفضل على معدة فارغة. في هذه الحالات، قد يكون تناول الدواء مع أو بدون وجبات مفيدًا. مع ذلك، قد يُسبب تناول هذه الأدوية دون تناول الطعام بعض الآثار الجانبية البسيطة، مثل الدوخة أو الغثيان أو الدوار، لمجرد أن الدواء يبدأ مفعوله ويسبب انخفاضًا في ضغط الدم.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة جيدة وتجنب الحالات الخطيرة كالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الكلى. يُعدّ استخدام أدوية ضغط الدم الموصوفة روتينًا يوميًا شائعًا لمرضى ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، يتساءل الكثيرون عن كيفية تناول هذه الأدوية، وخاصةً ما إذا كان من الممكن تناولها على معدة فارغة أم لا. تكمن أهمية هذا الأمر في أن طريقة تناول الدواء وتوقيته قد يؤثران على فعاليته واحتمالية حدوث آثار جانبية وحالات مرضية. سنتناول في ورقتنا البحثية ما إذا كان تناول أدوية ضغط الدم دون طعام ممارسة جيدة أم لا، وما الذي يجب مراعاته عند القيام بذلك.
تأثير الطعام على الامتصاص والفعالية
يكمن مفتاح الإجابة في تأثير الطعام على الكيمياء الحيوية للدواء وقدرة الجسم على امتصاصه (التوافر البيولوجي). تختلف أدوية ضغط الدم بشكل كبير في تفاعلها مع المعدة الممتلئة أو الفارغة:
أدوية تستفيد من المعدة الفارغة (الامتصاص الأفضل)
كما ذكرنا، بعض الأدوية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (مثل كابتوبريل وموكسيبريل) قد يقلل الطعام من امتصاصها بشكل كبير. لذلك، غالباً ما يُنصح بتناولها قبل الوجبة بساعة واحدة على الأقل لضمان الحصول على الجرعة العلاجية الكاملة وتجنب أن يعيق الطعام امتصاص الدواء، مما يضمن التحكم الأمثل بضغط الدم.
أدوية تحتاج إلى الطعام (لتقليل الآثار الجانبية أو للامتصاص)
بعض أنواع أدوية الضغط تسبب تهيجاً في الجهاز الهضمي أو غثياناً إذا تم تناولها على معدة فارغة. في هذه الحالة، يجب تناول الدواء مع وجبة أو وجبة خفيفة لتقليل هذه الآثار الجانبية. ومن الأمثلة الشائعة على الأدوية التي يُفضل تناولها مع الطعام لتجنب اضطراب المعدة هي بعض أنواع مُحصرات قنوات الكالسيوم. بالإضافة إلى ذلك، بعض الأدوية الأخرى، رغم أنها لا تُستخدم لخفض ضغط الدم بشكل مباشر، إلا أنها قد تُوصف معه (مثل بعض الأدوية الخافضة للكوليسترول)، وتتطلب تناولها مع الطعام الغني بالدهون لتحسين امتصاصها.
أدوية لا تتأثر كثيراً بالطعام
غالبية أدوية ضغط الدم الحديثة مصممة بحيث لا تتأثر فعاليتها بشكل كبير بوجود أو غياب الطعام في المعدة، مثل العديد من حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II وبعض حاصرات بيتا الأخرى. في هذه الحالة، يصبح التوقيت عاملاً لتسهيل الروتين اليومي وتذكر الجرعة، بدلاً من كونه عاملاً مؤثراً على الفعالية.
مخاطر تناول الدواء على معدة فارغة
في الحالات التي يتطلب فيها الدواء تناول الطعام، فإن الإهمال في ذلك قد يؤدي إلى:
زيادة الآثار الجانبية الهضمية: الشعور بالغثيان، ألم المعدة، أو حتى زيادة خطر القرحة الهضمية.
انخفاض فعالية الدواء: في حال الأدوية التي تحتاج إلى الطعام ليتم امتصاصها، فإن تناولها على الريق قد يقلل من تركيزها في الدم، وبالتالي يقلل من قدرتها على التحكم في ضغط الدم.
انخفاض سريع جداً في ضغط الدم: على العكس، الأدوية التي تُمتص بسرعة على معدة فارغة قد تسبب انخفاضاً حاداً ومفاجئاً في ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم)، مما يزيد من خطر الدوخة والإغماء أو السقوط، خصوصاً لكبار السن.
استشارة الطبيب هي أساس العلاج الآمن
في نهاية المطاف، لا توجد قاعدة واحدة تناسب الجميع. إن التعليمات الشخصية من طبيبك أو الصيدلي هي دائماً الإرشادات الأكثر أماناً والأكثر أهمية.
لضمان تناول آمن وفعال لأدوية ضغط الدم، اتبع ما يلي:
اطلب توضيحاً محدداً: اسأل طبيبك بوضوح: “هل يجب أن أتناول هذا الدواء قبل، أثناء، أو بعد الطعام؟”
التزم بالتوقيت اليومي: لتجنب نسيان الجرعة، حاول تناول الدواء في نفس الوقت يومياً. سواء كان ذلك مع وجبة الإفطار أو قبل النوم، المهم هو الاستمرارية.
انتبه لمدرات البول: إذا كنت تتناول مدرات البول (حبوب الماء)، فغالباً ما يُنصح بتناولها في الصباح الباكر لتجنب الاستيقاظ المتكرر للتبول أثناء الليل، مما يعطل النوم.
تجنب التفاعلات الدوائية-الغذائية: كن حذراً من تفاعلات معينة، مثل التفاعل المعروف بين عصير الجريب فروت وبعض أنواع حاصرات قنوات الكالسيوم، حيث يمكن أن يزيد الجريب فروت من مستويات الدواء في الدم بشكل خطير.
