كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
قد يعيش كثير من الأشخاص سنوات وهم يعانون من التهابات مزمنة “صامتة” دون أن يدركوا ذلك. فهذه الالتهابات لا تظهر غالباً بالأعراض التقليدية مثل الاحمرار أو التورم أو ارتفاع الحرارة، لكنها تترك آثاراً تدريجية على أنسجة الجسم وأجهزته، وتزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة كالقلب والسكري واضطرابات المناعة.
التعب المزمن والإرهاق المستمر
الشعور الدائم بالتعب أو الخمول، حتى بعد النوم الكافي، من أكثر العلامات شيوعاً. الالتهاب الخفي يؤثر على توازن الهرمونات والناقلات العصبية، مما يؤدي إلى ضعف الطاقة وصعوبة التركيز.
آلام غير مبرّرة في الجسم
الألم المستمر في المفاصل أو العضلات أو الظهر، دون إصابة أو مجهود بدني واضح، قد يكون إشارة إلى وجود التهاب مزمن في الأنسجة، خصوصاً إذا ترافق مع تيبّس أو تورم بسيط.
اضطرابات الجهاز الهضمي
يُعدّ الجهاز الهضمي من أول الأعضاء التي تتأثر بالالتهاب الصامت. قد يلاحظ المريض أعراضاً مثل:
الإمساك أو الإسهال المتكرر.
الانتفاخ والغازات.
تقلصات أو آلام في البطن.
الحموضة أو ارتجاع المريء.
وتدل هذه العلامات أحياناً على التهاب في بطانة الأمعاء أو خلل في توازن البكتيريا المفيدة.
مشاكل الجلد
الجلد مرآة لصحة الجسم الداخلية. ظهور الطفح الجلدي، أو الإكزيما، أو حب الشباب، أو جفاف الجلد المزمن، قد يشير إلى وجود التهاب داخلي ناتج عن اختلال مناعي أو غذائي.
اضطرابات المزاج والنوم
الالتهاب المزمن قد يؤثر في كيمياء الدماغ، مسبباً الأرق، والقلق، وتقلبات المزاج، وأحياناً الاكتئاب. ويرتبط ذلك بارتفاع بعض المواد الالتهابية التي تؤثر على النواقل العصبية.
تغيرات في الوزن
قد يلاحظ البعض زيادة أو فقداناً في الوزن دون سبب واضح، خاصة تراكم الدهون في منطقة البطن، وهي علامة على وجود استجابة التهابية مزمنة تؤثر في عملية الأيض.
ضعف المناعة
الإصابة المتكررة بنزلات البرد أو العدوى البسيطة قد تكون مؤشراً على أن جهاز المناعة منشغل بمحاربة التهاب داخلي مزمن، ما يقلل قدرته على مقاومة الأمراض الأخرى.
متى تستشير الطبيب؟
عند استمرار الأعراض السابقة لفترة طويلة دون تفسير واضح، يُنصح بإجراء فحوصات طبية مثل:
تحليل صورة الدم الكاملة (CBC).
اختبار البروتين التفاعلي (CRP).
معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR).
فهذه التحاليل تساعد الطبيب في الكشف عن وجود التهاب كامن وتحديد سببه لاتخاذ العلاج المناسب.
