د. إيمان بشير ابوكبدة
شهدت منطقة بوترابة بالجبل الأخضر مأساة بيئية وخسارة فادحة لأحد مربي الماشية، إثر نفوق ما يقارب 73 رأساً من الأغنام، بعد تناولها نبات “الدرياس” السام المنتشر في المنطقة.
وأعلن العميد عادل ابريدان، المتحدث باسم جهاز الشرطة الزراعية في الجبل الأخضر، تفاصيل الحادث، موضحاً أن المربي كان قد نقل قطيعه إلى منطقة “الجشّة” جنوب بلدية جردس، دون علم منه بانتشار النبات السام في هذه الرقعة.
ما هي خطورة نبات “الدرياس”؟
أشار ابريدان إلى أن نبات “الدرياس”، المعروف أيضاً باسم “الدفلى البري”، لا يشكل خطراً على الحيوانات المستوطنة في بيئته، إذ تكون قد اكتسبت مناعة تدريجية ضده. لكن الحيوانات الوافدة من خارج المنطقة، مثل هذا القطيع، تكون أكثر عرضة للتسمم القاتل بمجرد تناوله.
وأكدت نتائج الفحوص والتحاليل التي أجراها مكتب الصحة الحيوانية أن سبب نفوق الأغنام هو التسمم القطعي بنبات الدرياس.
ويُعد هذا النبات شديد السمية لاحتوائه على مواد كيميائية خطيرة تؤثر مباشرة على الجهاز الهضمي والقلب، ما يؤدي إلى نفوق الحيوانات في فترة زمنية قصيرة. وينتشر “الدرياس” بكثافة في الأراضي الممتدة من المرج والبيضاء وصولاً إلى جنوب الجبل الأخضر.
إجراءات الشرطة الزراعية ومطالبات بالتوعية
أكد العميد ابريدان أن الشرطة الزراعية بصدد إعداد تقرير فني مفصل ومحضر رسمي بالواقعة، تمهيداً لرفعه إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وتأتي هذه الكارثة لتسلط الضوء مجدداً على ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحذير من قبل الجهات الزراعية والبيطرية، لا سيما للمربين الذين يقومون بنقل قطعانهم إلى مناطق غير مأهولة أو جديدة على حيواناتهم، لتفادي تكبيدهم خسائر مادية فادحة نتيجة التسمم النباتي.
