د. إيمان بشير ابوكبدة
ظهر رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، في خطاب مسجّل بثّ عبر منصة فيسبوك، مؤكداً أنه في “مكان آمن” عقب ما وصفته الرئاسة بمحاولة اغتيال، وسط احتقان شعبي واحتجاجات متواصلة تهزّ البلاد منذ أسابيع.
راجولينا، البالغ من العمر 51 عاماً، أوضح أنه اضطر لمغادرة مقر إقامته حفاظاً على حياته، مشدداً على أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة هو التمسك بالنظام الدستوري، مع إبداء استعداده للدخول في حوار وطني للخروج من المأزق السياسي.
تقارير إعلامية، بينها إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، ذكرت أن الرئيس غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية متجهاً إلى جزيرة لا ريونيون، ترافقه عائلته، دون تأكيد رسمي من باريس بشأن هذه المعلومات.
وفي تعليق دولي على تطورات الأزمة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في قمة شرم الشيخ حول غزة، عن بالغ القلق تجاه ما يجري في مدغشقر، مؤكداً ضرورة حماية الشرعية الدستورية والحؤول دون استغلال حالة السخط الشعبي من قبل أي جهات عسكرية أو أطراف خارجية.
الأحداث تصاعدت بشكل خطير بعدما أعلنت الرئاسة عن “محاولة انقلاب”، إثر تمرد وحدة من الجيش واستحواذها على القوات البرية والجوية والبحرية، وانضمام عدد من العسكريين إلى المتظاهرين الغاضبين من تدهور الأوضاع المعيشية منذ 25 سبتمبر.
ترافق ذلك مع احتجاجات ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب الغاضبين بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع مستوى الخدمات الأساسية، ما أدى إلى وقوع أعمال عنف أودت بحياة ما لا يقل عن 22 شخصاً.
الأزمة الحالية تعدّ الأخطر منذ انقلاب عام 2009 الذي جاء براجولينا إلى السلطة لأول مرة. ويواجه الرئيس اليوم انتقادات حادّة بعد إعادة انتخابه عام 2023 في انتخابات قاطعتها المعارضة، وسط تحذيرات من احتمال تعليق الدعم الدولي إذا استمر التوتر وعدم الاستقرار.
بحسب البنك الدولي، يعيش نحو 80% من سكان مدغشقر، البالغ عددهم 32 مليون نسمة، تحت خط الفقر بأقل من 2.8 يورو يومياً، ما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل البلاد على مفترق طرق سياسي واجتماعي خطير.
