كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تتحول ساعات الواجب المنزلي في كثير من البيوت إلى ساحة شد وجذب بين الأهل والأطفال. دموع، صراخ، ومقاومة شديدة، وكأن الطفل يواجه مهمة مستحيلة. لكن خلف هذه السلوكيات تكمن أسباب تربوية ونفسية عميقة تحتاج إلى فهم واحتواء أكثر من العقاب أو التوبيخ.
أسباب نوبات الغضب أثناء الواجب
الخوف من الفشل
يخاف بعض الأطفال من ارتكاب الأخطاء أو من عدم قدرتهم على تلبية توقعات والديهم أو معلميهم. هذا الخوف يحول الواجب إلى مصدر قلق وضغط نفسي بدلاً من أن يكون فرصة للتعلم.
صعوبة الفهم أو ضعف التركيز
عندما يعجز الطفل عن فهم المطلوب أو يجد المادة الدراسية صعبة، يعبر عن إحباطه بالغضب لأنه لا يمتلك المهارات اللفظية للتعبير عن عجزه بطريقة هادئة.
الإرهاق بعد المدرسة
بعد يوم دراسي طويل، يحتاج الطفل إلى وقت للراحة واللعب قبل العودة إلى الجهد العقلي. إجباره مباشرة على الجلوس أمام الدفاتر يجعله ينفجر غضبًا رفضًا للتعب الإضافي.
غياب الدافع الداخلي
إذا لم يفهم الطفل أهمية الواجب أو لم يشعر أن له معنى في حياته، فسيتعامل معه على أنه عبء مفروض، مما يولد مقاومة طبيعية.
بيئة غير مناسبة
الفوضى، الضوضاء، أو المشتتات مثل التلفاز تجعل التركيز صعبًا، فيفقد الطفل صبره سريعًا ويتحول التوتر إلى نوبة غضب.
كيف يتعامل الأهل مع هذه المواقف؟
ابدئي بالتفهم وليس بالأوامر
بدلًا من قول “اجلس واكتب الآن”، يمكن أن نقول: “أعلم أنك متعب بعد المدرسة، لنبدأ بخمس دقائق فقط ثم نأخذ استراحة”.
التعاطف يفتح باب التعاون.
نظّمي وقت الواجب
حددي وقتًا ثابتًا بعد تناول الطعام والراحة، في مكان هادئ ومضاء جيدًا.
الروتين يقلل من المقاومة لأن الطفل يعرف ما يتوقعه كل يوم.
قسّمي المهام
اجعلي الواجب على مراحل قصيرة، وكلما أنهى جزءًا منها، قدّمي تشجيعًا فوريًا أو مكافأة رمزية.
اشركي الطفل في القرار
اسأليه: “هل تفضل البدء بالرياضيات أم القراءة؟”
الاختيار البسيط يمنحه إحساسًا بالسيطرة ويخفف من المقاومة.
امدحي الجهد وليس النتيجة
عبارات مثل “أعجبني أنك حاولت وحدك” تبني الثقة بالنفس وتشجع على الاستمرار، حتى لو لم يكن الأداء مثاليًا.
دور المدرسة والمعلم
على المعلم أن يدرك أن الواجب ليس اختبارًا جديدًا، بل وسيلة لتعزيز التعلم. يجب أن يكون متناسبًا مع عمر الطفل وقدرته، لا أن يتحول إلى عبء يثقل كاهله ويولد كرهًا للدراسة.
