بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
المال في جوهره وسيلة، لا غاية في ذاته.
قد يكون نعمة إن وُضع في يدٍ تعرف الخير، وقد يصير نقمة إن امتلكه من لا يعرف الرحمة.
كم من غنيٍّ عاش قلقًا مهمومًا، وكم من فقيرٍ نام قرير العين راضي النفس.
المال لا يصنع السعادة، بل يصنعها القلب الصادق.
من جعل المال سيدًا عاش عبدًا له، ومن جعله خادمًا صار سيدًا عليه.
احذر أن تقيس قيمتك بما تملك، فالقيم الحقيقية تُقاس بالخلق والعطاء.
كثيرون جمعوا المال وفقدوا راحة البال، فكانت نقمته أشد من فقرهم.
أنفق من رزقك في وجوه الخير، فالله يُضاعف لمن يشاء.
القناعة كنزٌ لا يفنى، والرضا نعمة تُغني عن كل ثروة.
من عرف أن رزقه مكتوب، عاش مطمئن القلب.
اعمل بجدّ، واطلب رزقك بالحلال، فالله لا يضيع أجر الساعين.
اجعل مالك طريقًا للخير لا وسيلة للفساد.
كم من بيتٍ خرب بسبب الطمع، وكم من بيتٍ عمره الرضا.
واعلم أن المال يزول، ويبقى الأثر الطيب في الناس.
فاحمد الله على القليل، يبارك لك في الكثير.
ولا تنظر إلى رزق غيرك، فكل إنسان له قسمته.
المال ابتلاء كما هو نعمة، فاختبر الله به قلبك.
احفظ مالك من الحرام، يبارك الله فيه وفي عمرك.
واجعل من مالك صدقة جارية تذكّرك بعد رحيلك.
فالمال بلا بركة نقمة، وبالنية الصادقة يصبح نعمة.
