د.نادي شلقامي
بينما تبدأ محاولات العودة الهشة إلى الأنقاض، يرتفع خطر جديد ومميت من تحت ركام الدمار الهائل الذي اجتاح قطاع غزة. فوسط عشرات الآلاف من الأطنان التي سقطت من المتفجرات، تتحول الذخائر غير المنفجرة إلى “فخاخ موت” كامنة تهدد حياة النازحين العائدين إلى ديارهم المدمرة.
وفي ظل هذه المأساة، تطلق منظمة “هانديكاب إنترناشونال” المتخصصة في إزالة الألغام، تحذيراً “هائلاً”، مؤكدةً أن خطر المتفجرات الكامنة يضاعف فداحة الكارثة. وعلى غرار نداءات الأمم المتحدة، تطالب المنظمة بفتح الطريق فوراً لإدخال المعدات اللازمة، قبل أن تتحول عمليات العودة إلى مأساة جديدة تضاف إلى سجل الحرب.
مخاطر بالغة
كما أضافت أن “طبقات الأنقاض ومستويات التراكم كبيرة جداً”، محذرة من “مخاطر بالغة جداً في أرض معقدة للغاية بسبب محدودية المساحة في مناطق حضرية عالية الكثافة السكانية”.
من جهتها، أشارت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام إلى أنه بسبب القيود التي فرضت خلال العامين الماضيين في القطاع الفلسطيني “لم يكن ممكناً إجراء عمليات مسح واسعة النطاق في غزة”. وأضافت أنها وانطلاقاً من هذا الواقع لا تملك “صورة شاملة للتهديد الذي تمثّله المتفجرات والذخائر في قطاع غزة”، وفق ما نقلت فرانس برس.
وكانت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أشارت يوم الاثنين الماضي إلى أنها “لم تحصل بعد على تصريح من السلطات الإسرائيلية لإدخال المعدات اللازمة” من أجل إزالة الذخائر غير المنفجرة.
وأوضحت أن “ثلاث مركبات مدرعة تقف على الحدود وتنتظر دخول غزة، مما سيسمح بإجراء عمليات أكثر أماناً وعلى نطاق أوسع”.
يشار إلى الدائرة الأممية كانت أوضحت في يناير الماضي (2025) أن التقديرات تشير إلى أن “5 إلى 10%” من الذخائر التي أُطلقت على غزة لم تنفجر.
