الفنون الشعبية المصرية إرث حضاري وإبداع مستمر

كتب د/احمد حشيش
الفنون الشعبيه المصريه حضارة مستمرة وإرث ثقافي وحضاري كبير يتمثل فيما تقدمه الفرق الشعبية بأنواعها المختلفة في مصر من أغانٍ ورقصات وحركات وآلات موسيقية إلى أدق التفاصيل مثل الأزياء والألوان والملابس التي تتكامل مع العروض والفنون التي يقدمونها، فعلى الرغم من مرور أزمان وفقرات عديدة تظل تلك الفرق متمسكة بالتراث الفني والثقافي الذي يحملونه فوق أكتافهم محتفظين بكل ألوانه وطقوسه وأشكاله.
وتتعد الفنون الشعبية التي تقدمها الفرق نتيجة اختلافات عدة مرتبطة بالثقافة والحضارة وأيضا البيئة التي تعبر عنها الفرقة، فهناك رقصات تمتد إلى العصر الفرعوني، وفنون منحدرة من الثقافة الاسلامية أو التركية، وكذلك باختلاف العصور مثل العصر الفاطمي والعثماني مثل “فرقة التنورة” و”المولوية”، إلى اختلاف المناطق مثل الجنوب (الصعيد) وفرقة “الريس متقال” والمزمار البلدي والريف في الدلتا وفرقة “رضا” وكذلك العرب والبدو والمناطق الساحلية مثل فرقة “الطنبورة” في مدينة بورسعيد وتختلف ثقافات وفنون كل منطقة عن أخرى باختلاف البيئة المحيطة وما يحملونه من إرث ثقافي توارثوه من أجدادهم.
حلاوة شمس فرقة رضا
ولعل أبرز هذه الفرق التي حققت نجاحاً باهراً في الفنون الشعبية والعروض الفنية متكاملة العناصر من غناء ورقص وألوان وملابس هي “فرقة رضا” التي أسسها الفنان محمود رضا في أواخر الخمسينيات لتبدأ عروضها على مسارح الدولة وبرعاية منها بعد أن استطاع رضا والفنانة فريدة فهمي أن يجمعا بين الفنون الشعبية المصرية المختلفة من الصعيد والريف والمدن الساحلية ليخرجا فناً شعبياً مصرياً خالصاً ومرت على الفرقة أعوام كثيرة ومازالت إلى الآن تقدم عروضها الفنية المختلفة والتي اشتهرت بها الفرقة مثل عرض “حلاوة شمسنا”، والتي عرضت في فيلم “غرام في الكرنك”.
ومن الملاحظ في عروض فرقة رضا هو ذلك التنوع الجميل في الأزياء والألوان وتناسق الديكور معها فمثلا سنجد راقصات يرتدين الجلباب الفلاحي الأزرق والأحمر والأخضر، وكذلك الرجال بارتدائهم الجلباب الأبيض والأسود في عرض ألوان متناسق ورائع وأزياء مصرية قديمة أوشكت اليوم على الاختفاء والتي كان لها الفضل في اختيار تلك الملابس والديكور هي فريدة فهمي إحدى مؤسسات الفرقة، وكذلك الكثير من مصممي أزياء الفرقة مثل كوثر أحمد وصلاح عبدالكريم.
التنورة .. دوران وألوان جذابة تسمو بالروح
التنورة والمولوية
ومن أكثر العروض الفنية التراثية زخما بالألوان وأكثر حركة هي عروض التنورة والمولوية والإنشاد الديني والصوفية، أما ألوان التنورة وعروضها فهي إلى الآن تظل سرا فعروض التنورة تتميز دائما بالألوان الكثيرة الزاهية فسّرها البعض بألوان الطبيعة أو بتأثرها بالعصر الفاطمي أو الأتراك.
المزمار الصعيدي
يقول مؤسس فرقة المزمار الصعيدي، سيد الحسيني: فرقة المزمار البلدي هي أول فرقة تسير على خطى التراث وتقدم مع الأغاني الشعبية استعراضات راقصة من جميع دول العالم سواء رقصات صعيدية أو بدوية أو لبنانية أو سورية، بالإضافة إلى الرقصات الفلكلورية، وتتميز بألوان ملابسها التي صنعت بعناية تامة للتناسب مع الفن الذي تقدمه.. وتقدم الفرقة ايضا عروضا نوبية فضلاً عن رقص الخيل العربي الأصيل على نغمات المزمار البلدي لذلك فان الفنون الشعبيه المصريه في ابداع مستمر .