كتبت ـ مها سمير
أعلنت الحكومة البريطانية، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، عن إزالة Hay’at Tahrir al‑Sham (HTS) من قائمتها للمنظمات الإرهابية المحظورة، في خطوة تُعدّ تحولاً دبلوماسياً لافتاً يهدف إلى إعادة بناء العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية ووزارة الخارجية البريطانية، تمّ في البرلمان البريطاني تمرير أمر بإلغاء تصنيف HTS كمنظمة إرهابية، ما يمهّد الطريق لاتخاذ تعاون مباشر مع دمشق ضمن أولويات السياسة الخارجية للمملكة المتحدة بما في ذلك مكافحة الإرهاب، ضبط الهجرة، والتصدي لبرامج الأسلحة الكيميائية.
تم إدراج HTS لأول مرة في عام 2017 على أنها اسم بديل لـAl‑Qa’ida، وتحت هذا التصنيف كان الانضمام إليها أو دعمها يُعدّ جريمة بموجب قانون الإرهاب البريطاني.
القرار جاء بعد «مشاورات دقيقة مع شركاء تنفيذيين وإدارات معنية، وتقييم شامل أجراه فريق مراجعة الحظر المشترك بين الحكومات». ولم يُتخذ القرار باستخفاف، بحسب البيان.
برّرت لندن القرار بأن التطورات السياسية والميدانية في سوريا — لا سيما تولّي Ahmed al‑Sharaa رئاسة الحكومة بعد سقوط نظام Bashar al‑Assad في ديسمبر الماضي — تفتح نافذة لتعميق التعاون مع دمشق.
الحكومة البريطانية أكّدت أن التهديد الذي يشكّله ISIS (داعش) لا يزال قائماً في سوريا، وتبني أنها من خلال رفع الحظر عن HTS تستطيع دعم جهود الحكومة السورية الجديدة في محاربته، بما يعود بالنفع على أمن المملكة المتحدة.
كما أن القرار يعكس اهتماماً مشتركاً بين لندن ودمشق في التعامل مع برنامج الأسلحة الكيميائية الذي خلفه نظام الأسد، إذ اعتبرت الحكومة البريطانية أن تعاون السلطات السورية الحالية سيكون حاسماً في هذا الملف.
من الناحية القانونية، توقّف تطبيق الأحكام الجنائية المنصوص عليها في Terrorism Act 2000 (بما في ذلك تجريم العضوية أو الدعم لمنظمة مصنّفة) تجاه HTS، بمجرد إكمال إلغاء التصنيف رسمياً.
سيُفتح بذلك باب حوار وعلاقات دبلوماسية موسّعة بين المملكة المتحدة والحكومة السورية الجديدة، ما قد يمهّد لدور بريطاني أكبر في إعادة الإعمار، التفاوض حول اللاجئين، وضبط الحدود والمهاجرين.
مع ذلك، جاءت الحكومة البريطانية لتؤكد أنها «ستواصل أن تحكم الحكومة السورية الجديدة على أعمالها وليس على أقوالها»، مما يشير إلى أن رفع الحظر ليس بمثابة ضوء أخضر مطلق بل مرتبط بتحقيق تقدم ملموس في مكافحة الإرهاب واستقرار سوريا.
