د.نادي شلقامي
يشهد موسم قطف الزيتون في الأرض الفلسطينية المحتلة هذا العام تصاعداً خطيراً في التحديات، لا سيما مع التحذيرات الأممية الأخيرة التي دقت ناقوس الخطر إزاء تزايد الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على المزارعين. فما هو مجرد موسم حصاد بالنسبة للعديد من المجتمعات حول العالم، يمثل هنا “العمود الفقري الاقتصادي” لنحو 80 إلى 100 ألف أسرة فلسطينية تعتمد بشكل مباشر وكلي على هذا المحصول التاريخي كمصدر أساسي ورئيسي لرزقها ووجودها. وفي هذا السياق، لم يعد القلق مجرد مخاوف عابرة، بل تحول إلى تنديد دولي؛ حيث أكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، أجيث سونغاي، على الأهمية الحيوية لهذا الموسم، مشدداً على أن استهداف المزارعين وأشجارهم لا يهدد فقط الأمن الغذائي والدخل لآلاف العائلات، بل يضرب في الصميم التراث الثقافي والارتباط الوجودي بين الفلسطيني وأرضه. هذا الواقع يضع الاقتصاد الريفي الفلسطيني بأكمله تحت ضغط غير مسبوق، في ظل بيئة متوترة تتصاعد فيها انتهاكات حقوق الإنسان بشكل يهدد استقرار وحياة هذه المجتمعات.
وعا إلى تعزيز الجهود الدولية المنسقة لضمان سلامة المزارعين والعمال الفلسطينيين وقدرتهم الكاملة على الوصول إلى أراضيهم، لتمكينهم من الإستفادة من موسم قطف الزيتون.
واعتبر سونغاي، الاعتداءات الإسرائيلية على موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من الانتهاكات الإسرائيلية العديدة المتواصلة والتي تهدف فصل الفلسطينيين عن أرضهم وضمها، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وتيسير توسع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في أنحاء قراهم ومدنهم.
كما حذر سونغاي من تصاعد عنف المستوطنين غير المسبوق خلال السنوات الثلاث الماضية بدعم ومشاركة القوات الإسرائيلية، دون أدنى مساءلة.
ولفت المسؤول الدولي إلى الحواجز والبوابات الحديدية الإسرائيلية الجديدة التي تسببت بفصل المزارعين الفلسطينيين عن مزارعم وأراضيهم، مما ترك تداعياته الكارثية على حياتهم، وأعطى مثالا على ذلك منع القوات الاسرائيلية المزارعين عام 2023 و2024 من الوصول على مزارعهم وأراضيهم مما ترك نحو 96,000 دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون دون حصاد، وتسبب بخسائر فادحة للمزارعين الفلسطينيين.
