تقرير/ د.نادي شلقامي- أسامة نجيب
الديموغرافية.. هو علم الجغرافيا البشرية الذي يبحث في اصول كل مجموعة من البشر تجمعهم منطقة جغرافية واحدة ، وساهمت في تشكيل الشخصية الخاصة بهم شكلا ومضونا حيث أن لكل منطقة جغرافية خواص وخصائص تميز ساكنيها عن غيرهم .
ننطلق من تقريرنا هذا إلي التعريف بأحد هذه الشعوب .
… البربر أو الأمازيغ وهي تعني الإنسان الحر أو كريم النسب باللغة الأزمايغية وهي تسمية أطلقها عليهم اليونان والرومان، ويُرجح أنها جاءت للإشارة إلى الشعوب غير المنتمية لثقافتهم أو لغتهم (على غرار مصطلح “البرابرة”). لذلك يفضل الأمازيغ اليوم استخدام اسمهم الذاتي الأمازيغ.
وتمتد المنطقة الجغرافية للبربر ابتداءا من واحة سيوة في مصر شرقا وحتي المحيط الأطلسي (في المغرب وموريتانيا) غربا وشمالاً من البحر الأبيض المتوسط وحتي نهر النيجر وشمال مالي والنيجر جنوبا .
ويشكل سكانها دول المغرب والجزائر تونس، ليبيا، موريتانيا، وشمال مالي والنيجر وجزر الكناري (الخالدات) تجمعات الأمازيغ _ولكن _ تبقي الجزائر والمغرب أكبر تجمعات لهم .
ويتحدث الأمازيغ اللغة الأمازيغية (تمازيغت)، وهي لغة تنتمي إلى عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية، وتُرتبط باللغة المصرية القديمة.
أما عن صفات الأمازيغ البربر وخصائصهم التي تميزهم فإنه يصعب الحديث عن “عرق أمازيغي متجانس” بسبب الاختلاط التاريخي، لكن المؤرخين والباحثين يذكرون صفات عامة تميزهم ، _ولكن _ يمكن القول أن حب الحرية والتمسك بالأرض أهم صفاتهم حيث أن الاسم “أمازيغ” نفسه يعني “الرجل الحر”، وهم معروفون بالارتباط الشديد بأرضهم والمؤسسات القومية كما أنهم يوصفون بأنهم شعب متدفق الحيوية ومفرط النشاط ، حيث يعرفون تاريخياً، بالقوة والقدرة على القتال والمقاومة.
أما عن حياتهم المعيشية فإن لديهم روح تجارية متغلغلة، وكانوا رواداً في التجارة الصحراوية (تجارة القوافل) ونقل البضائع والمجوهرات والتوابل والمنسوجات ، كما مارسوا الزراعة في السهول والمناطق الجبلية، والرعي (الترحال) في السهول والصحراء.
وتتخذ أنماط المعيشة الأمازيغية أنماط بدائية تقليدية سواء كان ذلك في (الريف أوالمدن) حيث يعيشون كمزارعين مستقرين في الجبال (مثل جبال الأطلس) أو السهول، ويعتمدون على زراعة الحبوب والزيتون والتين وتربية الماشية.
تعيش نمط الرعي والترحال، وتعتمد على الإبل والماعز والضأن.
أما عن الحياة الاجتماعية للأمازيغ فان التقاليد لديهم تختلف من قبيلة لأخرى، لكن هناك ملامح مشتركة بينهم حيث يؤمنون جميعا بأن الزواج هو رابط اجتماعي مهم ومقدس يتميز بالبساطة والاحتفاء ، وتبدأ رحلة الزواج للأمازيغ بالخطبة وفيها يتم الاتفاق بين عائلتي العروسين، ويكون المهر (الصداق) غالباً رمزياً أو يتمثل في حلي أو مواشٍ، ويتم التفاهم عليه ليكون ميسوراً ثم يمتد العرس لعدة أيام (قد تصل إلى سبعة أيام) ويُقام فيه احتفالات تتخللها الأهازيج والرقصات التقليدية مثل رقصة أحواش وأهيدوس الجماعية مصحوبة بارتداء العروس والعريس والمدعوين للأزياء التقليدية الغنية بالألوان والحلي الفضية ، ويتم تقديم الأطباق الأمازيغية التقليدية كالكسكس والطاجين وأنواع الخبز المحلية.
واما عن ديانة الأمازيغ فقد كان الأمازيغ من أسبق الشعوب إلى اعتناق الإسلام بعد الفتوحات الإسلامية لشمال إفريقيا في القرن السابع الميلادي ، حيث دخل معظم الأمازيغ في الإسلام على يد القادة المسلمين مثل عقبة بن نافع ثم موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية.
ولعب الأمازيغ دوراً حاسماً في توسيع الدولة الإسلامية، وأشهر مثال هو القائد الأمازيغي طارق بن زياد الذي قاد جيش الفتح الإسلامي للأندلس في عام 711م.
وبعد اتساع رقعة الإسلام لديهم أسس الأمازيغ دولاً وإمبراطوريات كبرى حكمت شمال إفريقيا والأندلس حيث دولة المرابطين (المذهب المالكي السني) أسسوا عاصمتهم مراكش وحكموا المغرب والأندلس ، ودولة الموحدين (حركة دينية وعقائدية ثم سياسية) حكموا مناطق شاسعة من شمال إفريقيا وجنوب أوروبا.
وكذلك دول أخرى مثل الزناتيين، والحفصيين، والحماديين.
رغم التقليدية المعيشية لدي الأمازيغ _الا أن _ التعليم الأمازيغي تاريخياً اعتمد على الكتاتيب والمدارس القرآنية لتعليم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية، خاصة بعد الإسلام.
كما أنهم أسسوا مراكز علمية كبرى وساهموا في إثراء الحضارة الإسلامية بعلماء وفقهاء في الأندلس وشمال إفريقيا.
وفي العصر الحديث، بدأت بعض الدول (خاصة المغرب والجزائر) بإدراج اللغة الأمازيغية في المناهج التعليمية والاعتراف بها كلغة رسمية أو وطنية.
