كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
الحصبة الألمانية هي عدوى فيروسية معدية تُسبب طفحًا جلديًا ورديًا خفيفًا على الجلد، وتنتشر بين الأطفال في عمر المدرسة.
وفي الغالب تكون الإصابة بسيطة وتتعافى سريعًا، لكن الخطر يكمن عند انتقال العدوى للحوامل في الأشهر الأولى من الحمل.
المسبب وطريقة العدوى
المسبب هو فيروس الحصبة الألمانية، وهو فيروس لا يصيب سوى الإنسان.
تنتقل العدوى عن طريق:
الرذاذ الناتج من السعال أو العطس أو التحدث.
مشاركة أدوات الطعام أو الشراب مع شخص مصاب.
ويكون الشخص معديًا قبل ظهور الطفح الجلدي بأسبوع تقريبًا وحتى عدة أيام بعده.
وبعد الإصابة الأولى، يكتسب الجسم مناعة دائمة ضد المرض.
الأعراض
تظهر الأعراض بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من العدوى، وقد تكون خفيفة أو تمر دون ملاحظة، وتشمل:
ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
آلام خفيفة في المفاصل أو المعدة.
احمرار في العينين.
طفح جلدي وردي يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر إلى الوجه والجسم ويستمر 2–3 أيام.
تضخم بسيط في الغدد الليمفاوية خلف الأذنين أو في الرقبة.
عادةً ما تزول الأعراض خلال أيام قليلة دون أي مضاعفات.
الحصبة الألمانية أثناء الحمل
إذا أصيبت المرأة الحامل بالحصبة الألمانية، فقد ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مما قد يؤدي إلى:
إجهاض تلقائي.
أو إصابة الجنين بـ متلازمة الحصبة الألمانية الخِلقية، التي تسبب:
تأخر النمو.
مشاكل في السمع أو البصر.
تشوهات في القلب.
تلف في الدماغ أو تخلف عقلي.
بعد الشهر الرابع من الحمل، تقل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة بشكل كبير.
التشخيص
يُشخص المرض من خلال تحليل الدم للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس:
IgM: تدل على عدوى حديثة.
IgG: تشير إلى وجود مناعة بعد عدوى سابقة أو تطعيم.
يُنصح النساء المقبلات على الحمل بإجراء هذا الفحص للتأكد من وجود المناعة الكافية قبل الحمل.
العلاج
لا يوجد علاج خاص للفيروس، إذ يختفي المرض عادة خلال أيام قليلة.
ويُركز العلاج على تخفيف الأعراض من خلال:
تناول الباراسيتامول لتقليل الحمى والآلام.
الراحة التامة وشرب الماء والسوائل الدافئة.
تهوية الغرفة وتجنب أشعة الشمس القوية.
أما الحوامل المصابات، فيجب أن تكون المتابعة تحت إشراف طبي دقيق لمراقبة الجنين وحالته الصحية.
الوقاية بالتطعيم
أفضل وسيلة للحماية هي لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، ويُعطى على جرعتين:
الجرعة الأولى: بين الشهر 13 و15 من العمر.
الجرعة الثانية: عند سن 6 سنوات.
ولا يُعطى اللقاح للحوامل أو للأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة، لأنه يحتوى على فيروس حي مضعّف.
نصائح وقائية مهمة
غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون.
عدم مشاركة الأكواب أو أدوات الطعام.
تجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين، خاصة من قِبل الحوامل.
التأكد من أخذ التطعيم قبل التخطيط للحمل.
