د. إيمان بشير ابوكبدة
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن دمشق تجري مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن المباحثات قطعت شوطًا متقدمًا نحو اتفاق نهائي، بدعم من الولايات المتحدة وعدة أطراف دولية.
وفي حديثه لصحيفة واشنطن بوست مساء الثلاثاء، أوضح الشرع أن بقاء سوريا مقسمة أو وجود قوات لا تخضع لسلطة الحكومة يشكل بيئة خصبة لعودة تنظيم داعش. ودعا إلى دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن أجهزة الدولة الأمنية، تحت إشراف القوات الأميركية الموجودة على الأراضي السورية، لتوحيد الجهود في حماية البلاد.
وأشار الرئيس السوري إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة على الأراضي السورية منذ ديسمبر 2024، استهدفت القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، مؤكداً أن بلاده لم ترد على تلك الهجمات بهدف التركيز على إعادة الإعمار، منتقدًا الطموحات التوسعية الإسرائيلية في الأراضي السورية.
وأضاف الشرع أن “الحديث عن منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق أمر صعب، لأن أي فراغ أمني قد يستخدم من قبل أطراف لضرب إسرائيل، وبالتالي فإن حماية الأرض السورية مسؤولية الدولة وحدها”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع موسكو، أوضح الشرع أن روسيا شريك استراتيجي وعضو دائم في مجلس الأمن، مشددًا على أهمية الحفاظ على التعاون معها رغم الخلافات حول مصير بشار الأسد، مؤكدًا أن “السوريين يحتفظون بحقهم في ملاحقته قضائيًا”.
وكشف الشرع أنه زار واشنطن مؤخرًا والتقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أول زيارة لرئيس سوري إلى البيت الأبيض، في خطوة وصفها بأنها “تاريخية” تعكس دعم واشنطن للمفاوضات السورية الإسرائيلية.
يُذكر أن المفاوضات بين دمشق وتل أبيب شهدت عدة جولات في باريس وباكو برعاية أميركية، وتركزت على خفض التصعيد على الحدود الجنوبية وعودة السيادة السورية الكاملة على أراضيها، فيما تواصل إسرائيل تنفيذ غارات على مواقع سورية منذ أواخر العام الماضي.
