محمد غريب الشهاوي
في عالم كرة القدم، هناك لاعبون يمرّون في ذاكرة الجماهير، وآخرون يبقون محفورين في تاريخ اللعبة… وعبدالله السعيد ينتمي للفئة الثانية بلا شك. فبهدوئه، ورؤيته، ولمساته التي تُغيّر اتجاه المباراة بتمريرة واحدة، أصبح اسمه مرادفًا لعبارة “أفضل صانع ألعاب في مصر خلال العقد الأخير”.
رؤية مدهشة… وقراءة لا يمتلكها إلا الكبار
يمتلك عبدالله السعيد ما يُشبه “رادارًا داخليًا”، يجعله يرى الملعب بأكمله في لحظة واحدة.
لا يحتاج إلى قوة بدنية خارقة أو سرعة عالية كي يصنع الفارق؛ تمريرة واحدة منه تكفي لتفكيك دفاع كامل، وهذا ما جعل أغلب المدربين يشبهونه بـ”العقل المفكر” داخل المستطيل الأخضر.
أرقام لا تكذب… وصناعة أهداف لا تُقارن
على مدار سنوات لعبه، سواء في الأهلي أو بيراميدز أو منتخب مصر، كان السعيد الرقم الثابت في صناعة الأهداف.
كلما احتاج الفريق لاعبًا يربط الخطوط ويفتح المساحات ويوصل الكرة للمهاجمين بدقة، كان هو الاسم الأول في الاختيار.
أرقامه في “الأسيست” وتسجيل الأهداف من خارج المنطقة تثبت أنه ليس مجرد صانع لعب، بل لاعب متكامل.
هدوء يُربك الخصوم… وثقة تصنع الفارق
من أهم مميزات عبدالله السعيد هي الهدوء تحت الضغط.
في اللحظات التي يفقد فيها الآخرون تركيزهم، يظل هو ثابتًا، يختار التمريرة الأنسب، ويصنع الهجمة الأخطر.
هذا الهدوء جعل منه لاعبًا يُعتمد عليه في المباريات الكبيرة، سواء مع الأندية أو المنتخب.
قائد داخل الملعب… ومصدر أمان لزملائه
لم يكن السعيد يومًا لاعبًا استعراضيًا، لكنه كان دائمًا قائدًا حقيقيًا.
يوجه، يهدئ، يرفع من معنويات من حوله، ويمنح المهاجمين الثقة بأن الكرة ستصل إليهم في اللحظة المناسبة.
إرث لن يتكرر بسهولة
حتى مع ظهور أجيال جديدة، ما زال اسم عبدالله السعيد حاضرًا في المقارنات.
فلا يوجد لاعب في مصر خلال السنوات الأخيرة امتلك نفس مزيج:
التمرير – الرؤية – التهديف – الثبات – الشخصية.
إنه ببساطة نموذج مكتمل لصانع الألعاب الكلاسيكي، ذاك اللاعب الذي يعتمد على الذكاء قبل القدم، وعلى التفكير قبل التحرك.
خلاصة القول
عبدالله السعيد ليس مجرد لاعب كرة قدم…
إنه مدرسة فنية في كيفية احترام الكرة، وكيف تصنع من تمريرة واحدة تاريخًا كاملاً.
