د.نادي شلقامي
إنجازٌ دوليٌ رفيع يُتوّج جهود إمارة الفجيرة في القطاع التعليمي. فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” رسميًا عن ضم إمارة الفجيرة إلى شبكتها العالمية المرموقة لمدن التعلّم (GNLC)، وذلك في إطار التوسّع الأخير للشبكة. وبموجب هذا الاعتراف، تنضم الفجيرة إلى نخبة عالمية تضم 72 مدينة من 46 دولة، حيث تم تكريمها لالتزامها الراسخ بتوفير فرص التعليم والتعلم المستدام والشامل لكافة أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم، ما يعكس رؤيتها الطموحة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل.
انضمت إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلّم التابعة لـ اليونسكو، والتي تضم حاليًا 425 مدينة من 91 دولة، لتؤكد التزامها الراسخ بتطوير التعليم والثقافة وتنمية الإنسان، وتوسيع فرص التعلّم مدى الحياة.
وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أن هذا الانضمام، الذي دعمته وزارة الثقافة عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، يعكس الرؤية الإستراتيجية لدولة الإمارات في بناء اقتصاد معرفي مستدام. وأشار إلى أن عضوية الفجيرة ستُسهم في تعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات العالمية، وترسيخ ريادة الدولة في دعم الحوار الثقافي.
من جانبه، أوضح سعادة محمد الضنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة، أن هذا الإنجاز جاء نتيجة لجهود الإمارة الإستراتيجية في تطوير البنية التحتية التعليمية، وتعزيز الثقافة الرقمية، وإنشاء مراكز تعلّم مجتمعية، بما ينسجم مع رؤية قيادة الإمارة الطموحة ورؤية الإمارات 2031 والإستراتيجية الوطنية للتعليم 2030.
كما أشادت معالي ستيفانيا جانيني، مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية، بالمدن الجديدة المنضمة، مشيرة إلى أنها تحوّل كل شارع ومؤسسة إلى مساحة للمعرفة والابتكار، وتمكّن الأفراد من الطفولة المبكرة وحتى البلوغ.
يتطلع “مشروع مدينة التعلّم في الفجيرة” إلى ترسيخ مكانة الإمارة كـرائد إقليمي في التعلّم مدى الحياة خلال 5 إلى 10 سنوات، عبر تعزيز البنية التعليمية، وترسيخ المهارات الرقمية، وتطوير قوى عاملة ماهرة. وتستند هذه الرؤية إلى هويتها الثقافية، والاستدامة، والابتكار.
وتدعم الفجيرة هذا التوجه من خلال مبادرات متنوعة تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، أبرزها:
* مجلس محمد بن حمد الشرقي: منصة للحوار تعزز المشاركة المجتمعية والتعلم بين الأجيال.
* مبادرة “نشء الفجيرة روّاد التقنية”: تزوّد الناشئة (7-15 عامًا) بمهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
* معرض الفجيرة لكتاب الطفل: يهدف إلى تعزيز القراءة والإبداع وبناء شراكات معرفية.
كما تركز الإمارة على الاستدامة والصحة من خلال برامج مثل “وادي الوريعة للتعلّم” و حملة “معاً نتحرك”، وعلى الإنصاف والشمول من خلال برامج التدريب المهني لأصحاب الهمم والأسر محدودة الدخل وخدمات إضافية للمهاجرين وكبار السن. ولربط التعليم بسوق العمل، تدير غرفة تجارة وصناعة الفجيرة برنامجًا لحاضنات الأعمال ويهدف “برنامج محمد بن حمد الشرقي للقيادة” إلى تنمية قدرات العاملين الحكوميين، مع ضمان تعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم والتطوير المهني.
