بقلم : أحمد رشدى
شهد معرض آرت بازل ميامي بيتش صفقة لافتة بعد بيع لوحة بورتريه محمد علي،
التي رسمها الفنان الأميركي آندي وارهول عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين،
مقابل ثمانية عشر مليون دولار لصالح أحد جامعي الأعمال الفنية عبر صالة العرض ليفي جورفي ديان.
وجاء اختيار مكان العرض داخل مركز مؤتمرات ميامي بيتش ذا دلالة خاصة،
فهو الموقع نفسه الذي شهد في شباط عام ألف وتسعمئة وأربعة وستين واحدة من أهم لحظات تاريخ الملاكمة عندما انتزع محمد علي الذي كان يُعرف حينها باسم كاسيوس كلاي لقب بطولة العالم للوزن الثقيل بعد فوزه على سوني ليستون وهو في الثانية والعشرين من عمره.
تنتمي اللوحة إلى سلسلة الرياضيين التي نفذها وارهول بطلب من ريتشارد وايزمان صديق محمد علي والمقرب من وارهول،
والتي ضمت صوراً لعدد من أبرز نجوم الرياضة في ذلك العصر.
وجاء بورتريه محمد علي بتلك اللمسة البصرية الحادة التي تميز أسلوب وارهول،
مبرزاً حضور البطل وقوته وتحوله إلى رمز عالمي تتجاوز شهرته حدود الحلبة إلى فضاءات الثقافة والوعي الشعبي.
ورغم التردد الذي صاحب قرار عرض اللوحة بين المزاد والبيع الخاص والاستضافة في معرض فني،
جاء توقيت الكشف عنها خلال آرت بازل ليمنح العمل زخماً استثنائياً نظراً لحضور جمهور واسع من المهتمين بالفن والاستثمار. وقد جذب العمل اهتمام عدد كبير من الزوار والمشترين، من بينهم شخصيات مقربة من محمد علي وصنّاع محتوى فني تناولوا مسيرته، إضافة إلى حضور ابنه بالتبني أسعد علي.
بيع اللوحة بهذا الرقم يعكس المكانة التي يحتفظ بها إرث محمد علي في الذاكرة العالمية، ويؤكد في الوقت ذاته استمرار جاذبية أعمال وارهول التي تجمع بين الفن البصري وقوة الرموز الإنسانية التي طبعت التاريخ الحديث.
