د. إيمان بشير ابوكبدة
مع اقتراب كأس العالم 2026، يعود الحديث عن تحديات المباريات على ارتفاعات عالية، وهو ما يذكرنا بتجربة البرازيل في كأس العالم 1970 بالمكسيك. حينها، أدرك الجهاز الفني بقيادة جواو سالدانيا ومدرب اللياقة كلاوديو كوتينيو أهمية التأقلم مع المرتفعات، مستفيدين من خبرة لامارتين داكوستا الذي اختبر تأثير الارتفاع على الأداء أثناء دورة الألعاب الأولمبية 1968 في مكسيكو سيتي.
البرازيل اختارت معسكراً تدريبياً في غواناخواتو، على ارتفاع يزيد عن 2000 متر، قبل أن تخوض مبارياتها في غوادالاخارا (1500 متر) والمباراة النهائية في مكسيكو سيتي (2240 متر). هذا التحضير ساعد الفريق على التأقلم مع نقص الأكسجين وأدى إلى نجاحهم التاريخي في الفوز بالكأس.
تجربة الماضي تقدم دروساً هامة للفرق المشاركة في مونتيري، غوادالاخارا، ومكسيكو سيتي، حيث ستواجه الفرق تحديات انخفاض تشبع الأكسجين في الدم، وتأثيره على التحمل والأداء الهوائي، خاصة في الركض عالي الكثافة والتعافي بين الفترات السريعة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مسافة الركض منخفض الشدة تنخفض بنسبة 10% على ارتفاعات معتدلة، بينما ينخفض الركض عالي الشدة بنسبة تصل إلى 30%. ومن بين أبرز التحديات، تأخر التعافي بعد الجهد المكثف، وهو ما أكده اللاعبون مثل ماركو إيتشيفيري ونيمار، خصوصاً عند الانتقال بين المناطق المنخفضة والمرتفعة.
الخبراء يؤكدون أن أفضل طريقة للتأقلم هي المعسكرات التدريبية في المرتفعات لمدة خمسة إلى سبعة أيام، مع التركيز على النوم، الترطيب، والتغذية المناسبة. ومن المتوقع أن تؤثر هذه العوامل على أسلوب اللعب وسرعة المباريات في مدينة مكسيكو، حيث يمكن أن تكون المباريات أقل ازدحاماً وأبطأ مقارنة بالملاعب المنخفضة.
