د.نادي شلقامي
أفادت وزارة الخارجية الأميركية، في إعلان رسمي صدر اليوم الثلاثاء، بتطور خطير في النزاع السوداني، حيث أكدت أن قوات الدعم السريع قد أحكمت سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور الاستراتيجية. وأشارت الوزارة بشكل صريح إلى أن هذه السيطرة لم تتم إلا بـ دعم مباشر من مقاتلين أجانب قادمين من كولومبيا، في الكشف الذي يسلّط الضوء على شبكات الدعم العسكرية العابرة للحدود في الصراع.
وذكرت الخارجية الأميركية، في بيانها، أن العقوبات على الشبكة التي تجند عسكريين كولومبيين وأطفالاً للقتال في صفوف قوات الدعم السريع تُعطل مصدرا مهمًا للدعم الخارجي لقوات الدعم، مما يُضعف قدرتها على استخدام مقاتلين كولومبيين مهرة ضد المدنيين.
كما أوضحت الخارجية في بيانها، أن قوات الدعم السريع هاجمت المدنيين وقتلت الرجال وحتى الرضع، كما استهدفت النساء والفتيات عمدا ومارست بحقهن الاغتصاب.
وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستعمل بالتنسيق مع دول المنطقة لإنهاء هذه الفظائع وتحقيق الاستقرار في السودان.
دعوة لقبول الهدنة
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد.
وكتب عبر حسابه على منصة “إكس”، الثلاثاء، “تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان”.
كما تابع “يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات اليوم”، مضيفاً “تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني”.
أتى ذلك، بعدما فرضت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء عقوبات على شبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، أنها فرضت عقوبات على أربعة أفراد وأربعة كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.
ولعبت هذه الشبكة دورا أساسيا في إرسال مئات الكولومبيين إلى السودان منذ عام 2024، حيث شاركوا في معارك في الخرطوم وأم درمان وكردفان والفاشر، وقدموا خبرات عسكرية وتقنية، بما في ذلك تدريب الأطفال، بحسب بيان الخزانة الأميركية.
كذلك، أكدت في البيان أن قوات الدعم السريع، بدعم من المقاتلين الكولومبيين، ارتكبت مجازر وعمليات قتل جماعي وعنفا جنسيا ممنهجا، خصوصا بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في أكتوبر 2025.
