د.نادي شلقامي
يواجه نحو 800 ألف من سكان قطاع غزة مخاطر متزايدة جراء الفيضانات والعواصف الشتوية العنيفة، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة عقب الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. فقد أدت السيول إلى جرف مخيمات مؤقتة وانهيار مبانٍ متضررة، بينما يعيش آلاف النازحين داخل خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية، بانتظار بدء عمليات إعادة الإعمار التي لم تنطلق بعد.
ومع مرور شهرين على وقف إطلاق النار، لا يزال القطاع عالقًا في المرحلة الأولى من خطة السلام، حيث تستمر حالة النزوح وتتكدس الأنقاض في مختلف المناطق. وعلى الرغم من وجود تصورات لبناء مساكن جديدة وتشكيل حكومة، فإن هذه الخطوات تبقى مرهونة بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تصطدم بتعقيدات سياسية وأمنية.
في المقابل، تتركز الجهود على ملف الرهائن الإسرائيليين، وفي مقدمتهم الشرطي ران غفيلي الذي أُسر خلال هجوم السابع من أكتوبر، وأُعلن لاحقًا عن وفاته دون العثور على جثمانه. وتؤكد الحكومة الإسرائيلية، على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الانتقال إلى المرحلة الثانية لن يتم قبل استعادة جميع الرهائن، أحياءً أو أمواتًا، بينما تتهم حماس إسرائيل بمحاولة التملص من تنفيذ الاتفاق.
وبين تصاعد الضغوط الدولية واستمرار الخلافات، يبقى سكان غزة عالقين بين قسوة الشتاء وجمود المسار السياسي، في انتظار انفراجة تفتح الباب أمام إعادة الإعمار وتخفيف معاناتهم اليومية.
