أماني إمام
كشف الفنان خالد النبوي عن مرحلة شديدة الحساسية في مسيرته الفنية، كادت أن تدفعه لاتخاذ قرار الاعتزال، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبلة سلامة في برنامجها الشهير «عندك وقت مع عبلة». وتحدث النبوي بصراحة عن محطات فارقة في مشواره، مشيرًا إلى أن بعض التجارب الفنية تترك آثارًا تتجاوز حدود العمل نفسه.
وأوضح النبوي أن تجسيده لشخصية محمود عبد الظاهر في مسلسل «واحة الغروب»، الذي عُرض عام 2017، كان تجربة إنسانية وفنية شديدة العمق، لكنها حملت في طياتها عبئًا نفسيًا كبيرًا. وقال إنه ظل متأثرًا بالشخصية لفترة طويلة بعد انتهاء التصوير، إلى درجة شعوره بالخوف من الاستمرار في التمثيل، معتبرًا أن الاندماج الكامل في الدور، رغم كونه عنصر قوة لأي ممثل، تحوّل في تلك المرحلة إلى عبء جعله يعيد التفكير في اختياراته الفنية ومستقبله المهني.
وأشار خالد النبوي إلى أن تجاوز هذه الأزمة جاء من خلال مشاركته في مسلسل «المماليك»، حيث قدّم شخصية السلطان الأشرف طومان باي، مؤكدًا أن هذا الدور كان بمثابة طوق نجاة أعاد إليه توازنه الإبداعي، ومنحه القدرة على استعادة شغفه بالفن بعد تجربة وصفها بـ«الاستنزاف النفسي».
وعلى صعيد آخر، تطرّق النبوي إلى تكريمه مؤخرًا في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث حصل على جائزة فاتن حمامة للتميز. وأعرب خلال كلمته عن امتنانه العميق لهذا التكريم، موجّهًا الشكر إلى مصر، وإدارة المهرجان، ووزير الثقافة، ورئيس المهرجان الفنان حسين فهمي.
وأهدى النبوي الجائزة إلى والديه الراحلين، وزوجته التي قال إنها تفرح بنجاحه أكثر منه، إضافة إلى أبنائه كريم ونور وزياد، واصفًا إياهم بـ«أجمل الحكايات في حياته». كما وجّه تحية خاصة إلى أساتذته في أكاديمية الفنون، وإلى عدد كبير من النجوم الذين شاركهم مشواره الفني، من بينهم محمود ياسين، نور الشريف، يسرا، محمود حميدة، يوسف الشريف، أحمد السقا، ليلى علوي، وخالد الصاوي.
وتوقف خالد النبوي عند رمزية الفنانة الراحلة فاتن حمامة، مؤكدًا أن جيلها أسّس لصناعة فنية راسخة أصبحت مصدر إلهام للأجيال اللاحقة. كما عبّر عن تقديره لعدد من المخرجين الذين كان لهم تأثير بالغ في مسيرته، وعلى رأسهم المخرج العالمي يوسف شاهين، والمخرج محمد عبد العزيز الذي منحه أول فرصة سينمائية في فيلم «ليلة عسل».
وفي ختام حديثه، وجّه النبوي رسالة مؤثرة إلى الجيل الجديد من الفنانين، دعاهم فيها إلى التفرّد والإخلاص في العمل، قائلًا: «كن مختلفًا ولو صرت وحيدًا، واعمل كل يوم بأقصى ما تستطيع، ولا تنتظر التقدير من أحد، فالإخلاص للفن هو أعظم تكريم يمكن أن تناله». كما حرص على توجيه شكر خاص إلى عمال السينما المصرية، مؤكدًا أن نجاحه ما كان ليتحقق لولا جهودهم خلف الكاميرا.
