كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
مع نهاية العام، يمرّ كثيرون بحالة نفسية تُعرف بـمتلازمة نهاية السنة، حيث تتداخل مشاعر القلق والحزن مع رغبة ملحّة في محاسبة الذات. هذه الحالة ليست اضطرابًا نفسيًا، بل استجابة طبيعية لضغوط زمنية واجتماعية تتكرر كل عام.
بين التقييم والإنهاك
يدفع انتهاء السنة الأفراد إلى مراجعة ما تحقق وما لم يتحقق، وغالبًا ما تكون هذه المراجعة قاسية. المقارنات المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والحديث عن “إنجازات العام”، إضافة إلى الضغوط المالية والمناسبات الاجتماعية، كلها عوامل تعمّق الشعور بالإرهاق والخذلان.
أعراض شائعة
تظهر متلازمة نهاية السنة في صورة تقلبات مزاجية، قلق غير مبرر، فقدان للحافز، رغبة في العزلة، أو إحساس بأن الوقت مرّ دون استثمار حقيقي. وقد تتفاقم هذه المشاعر مع تغيّر الطقس وقلة ضوء الشمس في فصل الشتاء.
نصائح عملية مدمجة للتعامل مع الحالة
بدلًا من الاستسلام لهذه المشاعر، ينصح مختصون باتباع خطوات بسيطة تساعد على تجاوز المرحلة:
إعادة تعريف الإنجاز: ليس كل ما لم يتحقق فشلًا، فالتعلّم والخبرة مكاسب حقيقية.
تقليل المقارنات: ما يُعرض على المنصات الرقمية غالبًا صورة مثالية لا تعكس الواقع.
أهداف صغيرة وقابلة للتحقيق: وضع خطط قصيرة المدى للعام الجديد يخفف الضغط ويمنح شعورًا بالسيطرة.
الاهتمام بالجسد: النوم الجيد، التغذية المتوازنة، والحركة اليومية تساهم في استقرار المزاج.
التفريغ النفسي: الحديث مع شخص موثوق أو كتابة الأفكار يساعد على تخفيف العبء الداخلي.
الرحمة بالنفس: تقبّل التقصير كجزء من التجربة الإنسانية، لا كحكم نهائي على الذات.
متى نطلب المساعدة؟
إذا استمرت مشاعر الحزن أو القلق لأسابيع، أو أثّرت بشكل واضح على العمل والعلاقات، فقد يكون من الضروري استشارة مختص نفسي.
