تقارير

عين حورس.. السر المقدس للحماية والقوة في الحضارة المصرية القديمة

تقرير ـ مها سمير

لطالما كانت عين حورس واحدة من أشهر الرموز في الحضارة المصرية القديمة، تحمل في طياتها أسرارًا غامضة وقوى روحانية أثارت اهتمام العلماء والمستكشفين لعقود.

لم تكن مجرد رمز زخرفي بل كانت تميمة للحماية والقوة والشفاء تؤمن بها جدران المعابد وأعناق الملوك والكهنة.

ترتبط عين حورس بأسطورة إلهية مؤثرة حيث تحكي النصوص المصرية القديمة أن الإله حورس فقد إحدى عينيه أثناء صراعه الملحمي مع عمه الإله ست الذي قتل والده أوزوريس.

استعادت الإلهة حتحور أو الإله تحوت عين حورس وعالجتها ومنذ ذلك الحين أصبحت العين رمزًا للشفاء والاسترداد والانتصار على الشر.

كان المصريون القدماء يعتقدون أن عين حورس تمتلك قوى خارقة للطبيعة لذلك استُخدمت في التعاويذ والسحر ورُسمت على جدران المعابد والتوابيت وحتى على السفن لحماية المسافرين من الأخطار.

كما كانت تُستخدم كتميمة تُوضع مع الموتى لضمان حمايتهم في العالم الآخر.

من المدهش أن عين حورس لم تكن مجرد رمز ديني بل تحمل في تصميمها دقة رياضية مذهلة.

قسّم المصريون القدماء أجزاء العين إلى ستة أجزاء، كل منها يمثل كسرًا عشريًا (1/2، 1/4، 1/8، 1/16، 1/32، 1/64)، وهي أرقام استخدمت في القياسات الطبية والهندسية مما يبرز عبقرية المصريين في الرياضيات.

ما زال رمز عين حورس حاضرًا حتى اليوم فهو يُستخدم في المجوهرات والأعمال الفنية بل وأصبح جزءًا من الثقافة الشعبية حيث يراه البعض رمزًا للحماية الروحية ويستخدمه الآخرون في الدلالات الميتافيزيقية والتأملية.

 

تظل عين حورس واحدة من أعظم الألغاز المصرية شاهدةً على حضارة سبقت زمانها ومصدرًا للإلهام في عالم الميثولوجيا والروحانيات حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى