“جاسوس في قبضة الشاباك: كيف حاول مسن إسرائيلي تمرير معلومات حساسة لإيران؟”

كتبت ـ مها سمير
أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” عن اعتقال إدوارد يوسيبوف، وهو رجل يبلغ من العمر 65 عامًا من مستوطنة نتيفوت جنوب إسرائيل، بتهمة التجسس لصالح إيران.
ووفقًا للتحقيقات، كان يوسيبوف يحصل على مبالغ مالية ضخمة بعملات مشفرة، مقابل تنفيذ مهام استخباراتية لصالح جهة معادية.
بحسب بيان شرطة الاحتلال، استأجر يوسيبوف شقة في مدينة حيفا المحتلة تطل مباشرة على ميناء استراتيجي، حيث كُلف بتصوير منشآت عسكرية ومصافي تكرير النفط، بالإضافة إلى مركز النقب للأبحاث النووية، وهو ما اعتبرته إسرائيل تهديدًا أمنيًا خطيرًا.
وتشير المعلومات إلى أنه تلقى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل تنفيذ هذه المهام، مستخدمًا وسائل تواصل مشفرة للحفاظ على سرية تحركاته.
رغم شكوكه في الجهة التي يعمل لصالحها، واصل يوسيبوف تنفيذ المهام المطلوبة منه حتى لحظة اعتقاله.
ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة غدًا الإثنين، حيث يواجه اتهامات قد تؤدي إلى أحكام قاسية بحقه.
ويأتي اعتقاله ضمن سلسلة من القضايا المماثلة، حيث سبق أن ألقت السلطات القبض على دوروف بوكوبزا من بئر السبع، الذي عرض معلومات حساسة للبيع على عملاء إيرانيين، مدعيًا امتلاكه صلاحية الوصول إلى مركز النقب النووي. ووفقًا للائحة الاتهام، يواجه بوكوبزا تهم التواصل مع عميل أجنبي وتقديم معلومات استخباراتية، وهي جرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام في إسرائيل.
كما طلبت النيابة الإسرائيلية مؤخرًا تشديد العقوبة على الجاسوس موتي مامان من عسقلان، الذي اعترف بتنفيذ مهام لصالح إيران، بما في ذلك زيارة مواقع عسكرية حساسة.
وفي تطور آخر، كشف “الشاباك” في يناير 2025 عن تورط جنديين احتياطيين من شمال إسرائيل في تزويد إيران بمعلومات حيوية خلال فترات التوتر العسكري.
يُظهر هذا الملف أن إيران نجحت في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية عبر تجنيد عملاء من الداخل، وهو ما يثير قلق الأجهزة الأمنية في تل أبيب، التي تحاول التصدي لهذه العمليات وسط تصاعد التوترات الإقليمية.