سد هوفر في نيفادا…”الموقع المنعدم الجاذبية”

نجده محمد رضا
يقف سد هوفر كأحد أبرز المعالم الهندسية في الولايات المتحدة والعالم، لا بسبب ضخامته وأهميته فحسب، بل أيضاً بسبب ظاهرة غريبة حيّرت الزوار وأثارت فضول العلماء والسياح على حد سواء، وهي ما يُعرف بـ”انعدام الجاذبية” فوق السد.
معجزة هندسية
تم الانتهاء من بناء سد هوفر في عام 1936، على نهر كولورادو، على الحدود بين ولايتي نيفادا وأريزونا. يبلغ ارتفاع السد حوالي 221 مترًا وطوله 379 مترًا، ويشكل خزانًا مائيًا ضخمًا يُعرف ببحيرة ميد، وهو أكبر خزان صناعي في الولايات المتحدة.
ظاهرة “انعدام الجاذبية”
من بين أكثر ما يثير الدهشة في سد هوفر هو ما يُلاحظه الزوار عند سكب المياه أو إلقاء أشياء خفيفة الوزن من الأعلى: بدلاً من أن تسقط مباشرة للأسفل كما هو متوقع، تبدأ في التحرك بطريقة غير معتادة، أحياناً إلى الأعلى أو إلى الجانب، وكأن الجاذبية قد اختفت أو تبدلت. وقد انتشرت مقاطع فيديو كثيرة على الإنترنت توثق هذه الظاهرة، مما جعل الكثيرين يطلقون على المكان لقب “الموقع المنعدم الجاذبية”.
التفسير العلمي
رغم ما يوحي به الاسم، فإن الظاهرة لا تعني فعليًا انعدام الجاذبية الأرضية. بل يُعزى هذا التأثير إلى قوة الرياح الشديدة والدوامات الهوائية التي تتكون بين جدران السد العالية والمياه المتدفقة، مما يتسبب في رفع قطرات الماء أو الأجسام الخفيفة إلى الأعلى أو جعلها تنحرف عن مسارها الطبيعي. إنها ظاهرة فيزيائية مرتبطة بتوزيع الضغط والهواء، لكنها تبدو وكأنها تتحدى قوانين الجاذبية.
جذب سياحي وعلمي
تحوّل سد هوفر إلى مقصد سياحي رئيسي ليس فقط لروعته المعمارية، بل أيضاً لهذه الظاهرة الفريدة التي تثير فضول الصغار والكبار. كما أنه موقع يثير اهتمام الباحثين في الفيزياء والبيئة، حيث يدرسون تأثير التضاريس على حركة الهواء والجاذبية.
سد هوفر ليس مجرد سد، بل هو تحفة هندسية وطبيعية تجسد عبقرية الإنسان، وتُخبئ في طياتها ظواهر لا تزال تدهش من يزورها. وبينما تبقى “ظاهرة انعدام الجاذبية” موضع تفسير علمي دقيق، فإنها تضيف للسد هالة من الغموض تجعل زيارته تجربة لا تُنسى