نجده محمد رضا

في قلب جزيرة كيفالونيا اليونانية، وبين جبالها الخضراء وطبيعتها الخلابة، يقع أحد أعاجيب الطبيعة الساحرة كهف ميلساني الذي يعد من أروع الكهوف في أوروبا وأكثرها جذبًا للسياح وعشاق المغامرة والطبيعة.

اكتشاف بالصدفة وجمال لا يوصف
تم اكتشاف الكهف عام 1951 من قبل المستكشف اليوناني جياناكيس، لكنه سرعان ما تحول إلى نقطة جذب عالمية بفضل بحيرته الداخلية ذات المياه الفيروزية الصافية التي تعكس أشعة الشمس بطريقة مدهشة، فتمنح الزائر شعورًا بأنه يطفو في الهواء. وعندما يخترق ضوء الشمس فتحة السقف المنهار جزئيًا، يتحول الكهف إلى قاعة طبيعية من النور والماء، وكأنه مسرح ساحر من صنع الطبيعة.

أسطورة تحيط بالمكان
يرتبط الكهف بأسطورة إغريقية قديمة، حيث تقول الرواية إن الحورية “ميلسانثي” كانت تسكن الكهف وقد غرقت فيه بعد أن لم يبادلها الإله بان حبه. ومن هنا جاء اسم الكهف، وأصبح مرتبطًا بالحب الحزين في الأساطير اليونانية.

جولة في الكهف
تبدأ الجولة داخل الكهف عبر قوارب صغيرة يقودها مرشدون محليون، حيث يمر الزوار بين تشكيلات صخرية عمرها آلاف السنين، وينبهرون باللون الأزرق المتوهج للمياه النقية التي تغذيها الينابيع الجوفية. ينقسم الكهف إلى غرفتين، إحداهما مفتوحة على السماء والأخرى مظلمة ومليئة بالصدى والأسرار.

مقصد سياحي فريد
يستقطب كهف ميلساني آلاف الزوار سنويًا، خصوصًا في فصلي الربيع والصيف، حينما تكون أشعة الشمس في زاوية مثالية لخلق الظاهرة البصرية الساحرة داخل الكهف. ويقع على بُعد كيلومترات قليلة من مدينة سامي الساحلية، ما يسهل الوصول إليه عبر رحلات منظمة.

كهف ميلساني ليس مجرد معلم سياحي، بل تجربة حسية وروحية تلامس عمق الجمال الطبيعي والأسطورة الإنسانية. إنه المكان الذي يلتقي فيه الضوء بالماء، والأسطورة بالحقيقة، والطبيعة بالفن، في مشهد لا يُنسى.