وجع الحب… حين يتحول النبض إلى ألم

بقلم : عادل النمر
الحب فيروس يتسلل إلى القلب، يترك فيه قرحة لا تزول، ونارا لا تنطفئ، يشعلها الحنين والاشتياق لمن نحب.
لك الله يا قلبي، كيف تحملت عذاب كل هذه السنين؟
قد يتحول الحب في لحظة إلى ألم لا يطاق، وحنين لا يشفى، ووجع يسكن الأعماق ولا يهدأ.
أنا لم أحبها فقط، بل تعلقت بها حتى النخاع… أحببتها حتى الجنون، حتى صار وجودها هواء أتنفسه، وغيابها اختناقا لا يحتمل.
يظن البعض أنني أكتب… ولا يعلمون أنني أنزف فوق الورق. أسكب من جرح قلبي، وأستعير من ألمي حروفا تقاتل الصمت.
ليس الألم في دموع العين، بل في صرخة القلب حين يخنقه البكاء ولا يجد منفذا. تبكي القلوب بصمت، والوجع يصرخ في الداخل دون أن يسمع.
ما قيمة الحب إذا ضاع العمر في انتظاره؟ وماذا نفعل إذا كان الحنين أقوى من الكبرياء؟
كنت الأكثر حبا لك، والأقل حظا في لقياك. كنت الأحرص على وجودك، والأكثر حرمانا منك.
أراهم من حولك يقتربون، يتحدثون، يضحكون… وأنا؟ لا أملك سوى حق الاشتياق، ورفاهية الذكرى.
غيابك ليس غيابا عابرا، بل وجع دائم. إن عذابي أضعاف عذابك، ووجعي أعمق من كل حزنك.
لم أعد أحتمل… جفت الدموع، تحطم القلب، ونفد الصبر. ولم أعد قادرا على الادعاء أنني بخير.
عجزت أن أفسر: كيف أنا محتاج إليك؟ تعبت أمثل أني بخير، وأنا أموت في غيابك.
كم أحسد تلك الأشياء التي تملك حق رؤيتك والاقتراب منك، وأنا لا أملك سوى حق الاشتياق إليك.
بالله عليك، أخبرني: أين يباع اللقاء؟ أين تنتهي المسافات؟ أين أجد ملامحي الهاربة إليك؟
أخفيك عن العالم كسر ثمين، لكن قلبي لا يعرف كيف يخفيك عن نبضه. وبقدر المسافات التي تفصل بيننا… أحبك. وبقدر ما أنك لست لي… أدمنت حضورك في حياتي.
أحببتك فوق طاقتي، وفوق ما يحتمله قلبي. أصرخ، يا قلبي، لعل غائبتك تسمع صوت أشجاني. يا قلبي، مهلاً… إن الحزن يسكنني، وضجيج صمتك أصبح عذابي.
فصبرا أيها القلب، صبرا… ربما ألقاها يوما في أحلامي.
لكن، الحقيقة الأشد مرارة أننا قد نحب حتى آخر نفس، دون أن يسمعنا من نحب. نظل ننتظر من لا يعود، نكتب رسائل لا تقرأ، ونحيا على أمل ميت. حتى يصبح الحب قبرا من الذكرى، ندفن فيه ونحن أحياء.
نغلق الباب على قلوبنا، نودع الحلم، ونسلم أمرنا للصمت، لأن الذي كان يوما كل الحياة… صار اليوم أكثر وجعا من الموت.
قد لا يمنحنا القدر فرصة للقاء، لكن أرواحنا ستبقى في حالة عناق، لا تفرقها الأيام، ولا تطفئها المسافات.
( أذكرينى )