كتبت: مها سمير
هددت روسيا الولايات المتحدة بردود “غير مسبوقة” قد تقود إلى ما وصفه مسؤولون روس بـ”حرب عالمية ثالثة”، وذلك عقب تصريحات مثيرة للجدل أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اعتبرتها موسكو “استفزازًا مباشرًا لأمن روسيا القومي”.
وجاءت تصريحات ترامب خلال تجمع انتخابي بولاية أوهايو، حيث تحدث بلهجة تصعيدية تجاه روسيا، قائلاً إن “الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام كامل قوتها لردع أي تهديد روسي لأوروبا أو للنظام العالمي”.
كما لمّح ترامب إلى إمكانية دعم أوكرانيا بـ”أسلحة استراتيجية متقدمة” في حال عودته إلى البيت الأبيض.
ردت وزارة الخارجية الروسية سريعًا، حيث صرّحت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، أن “تصريحات ترامب ليست مجرد دعاية انتخابية، بل تهديد حقيقي للسلم العالمي”. وأضافت أن “موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي، وأي تدخل أمريكي مباشر في النزاع الأوكراني سيُقابل برد عسكري شامل”.
وفي بيان آخر، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن “الاستمرار في سياسات واشنطن العدائية قد يقود العالم إلى صراع عالمي لا يمكن السيطرة عليه”، مشيرًا إلى أن روسيا “تملك من القدرات ما يجعل من أي محاولة أمريكية للهيمنة مخاطرة وجودية”.
من جهتها، أعربت دول أوروبية عن قلقها من تصاعد الخطاب بين القوتين النوويتين. وقال مصدر دبلوماسي في برلين إن “التصريحات المتبادلة تنذر بمرحلة خطيرة من عدم الاستقرار”، فيما دعت الأمم المتحدة إلى “ضبط النفس” وتجنب “التصريحات التي قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب”.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، وتصاعد حدة العقوبات الغربية ضد موسكو، ودعم عسكري أمريكي واسع لأوكرانيا. ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يتجه ترامب إلى تشديد خطابه الخارجي في محاولة لكسب تأييد القاعدة المحافظة.
