تحية لوزارة الداخلية والنيابة العامة على مبادرة الرقم المخصص لتلقي بلاغات الفيديو عبر “الواتس آب”

د /حمدان محمد
في خطوة تُعد من أنجح وأذكى المبادرات الأمنية في السنوات الأخيرة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية بالتنسيق مع النيابة العامة عن تخصيص رقم هاتف (01229869384) عبر تطبيق “واتس آب” لتلقي الفيديوهات والبلاغات التي توثق الجرائم والانتهاكات، بهدف التحرك السريع وضبط الجناة.
وتُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في آليات العمل الأمني، حيث أتاحت للمواطنين أن يكونوا شركاء حقيقيين في حفظ الأمن من خلال التوثيق الفوري لأي فعل مشبوه، مثل البلطجة، الاعتداءات، السرقات، تجارة المخدرات، أو غيرها من الجرائم، وإرسال الفيديو فورًا إلى الرقم المعلن. ولا تمر 24 ساعة حتى تتحرك الجهات المختصة، ويُحال المتهمون إلى التحقيق ولقد حولت هذه المبادرة كل هاتف محمول إلى أداة رقابية فعالة، وكل مواطن إلى شاهد عيان يُسهم في ضبط الفوضى وملاحقة الخارجين عن القانون. ومع تكرار النشر والتوعية، بدأت ظاهرة التصوير تلعب دورًا رادعًا، حتى بات المجرمون يهابون مجرد رؤية الهاتف مرفوعًا في وجوههم، وهم يعلمون جيدًا أن العقاب قد يكون على بُعد دقائق.
وأن هذه المبادرة ليست مجرد رقم هاتف، بل هي تجسيد لفكرة الأمن المجتمعي، الذي يقوم على التعاون بين المواطن والدولة، فاليوم لم يعد هناك مبرر للسلبية أو التهرب من المسؤولية، فالتصوير والنشر السريع أصبح سلاحًا فعالًا ومشروعًا. ومن يتجاهل توثيق الجريمة ثم يشتكي من انتشارها، لا يملك الحق في لوم الأجهزة الأمنية فنحن أمام نقلة حقيقية في فكر وزارة الداخلية والنيابة العامة، تؤكد مدى استجابتهما لتغيرات العصر، وتطويعهما للتكنولوجيا لخدمة العدالة والأمان. إن سرعة الاستجابة، والتفاعل الجاد مع فيديوهات المواطنين، يعكس احترافية عالية ومصداقية تستحق الاحترام. ومن هنا، نوجه الدعوة لكل مواطن مصري أن يعي قيمة هذه المبادرة وأن ينشر الرقم (01229869384) بين أصدقائه وأسرته ومحيطه، لتعم الفائدة، وليدرك الجميع أن الأمن مسؤوليتنا جميعًا، وأن الوقوف ضد الجريمة يبدأ من لقطة توثق الحقيقة.
تحية تقدير وامتنان لرجال النيابة العامة ووزارة الداخلية على هذا الجهد العظيم، ونتمنى استمرار مثل هذه المبادرات التي تجعل من مصر وطنًا أكثر أمنًا وتحضرًا.