تصعيد خطير في السويداء: تدخل عسكري لإنهاء اشتباكات الدروز والبدو

د. إيمان بشير ابوكبدة
شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تصعيدًا أمنيًا خطيرًا خلال الساعات الماضية، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات محلية من الدروز وعشائر البدو. وأعلنت وزارة الداخلية السورية، الاثنين، عن تدخل مباشر لوحدات من قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، بهدف فض هذه الاشتباكات الدامية وفرض الأمن، بالإضافة إلى ملاحقة المتسببين وتقديمهم للقضاء.
أسفرت المواجهات، التي تركزت بشكل خاص في حي المقوس بمدينة السويداء وامتدت إلى قرى مجاورة، عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح، وفق حصيلة أولية أوردتها وزارة الداخلية السورية.
تفاصيل الاشتباكات وتصاعد التوترات
تركزت الاشتباكات بشكل أساسي في حي المقوس شرقي السويداء، الذي يقطنه غالبية من العشائر البدوية، حيث قامت مجموعات درزية مسلحة بمحاصرته والسيطرة عليه لاحقًا. وأفاد سكان محليون لوكالة “رويترز” بأن مسلحين من العشائر البدوية شنوا هجمات مضادة على قرى درزية تقع على الأطراف الغربية والشمالية للمدينة، مثل الطيرة ولبين.
تعود جذور هذه التوترات إلى حادثة سلب تعرض لها أحد التجار من أبناء المحافظة على طريق “دمشق – السويداء”. وقد تصاعدت الأحداث لتشمل عمليات خطف متبادل بين أبناء المحافظة والعشائر البدوية، مما أدى في النهاية إلى اندلاع هذه المواجهات المسلحة التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون.
دعوات لضبط النفس والعودة للحوار
في ظل هذا التطور الأمني الخطير، دعت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية إلى وقف “الفتنة” والعودة إلى الحوار، وهو ما أكدت عليه الحكومة السورية أيضًا في بيانها، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس. ويأتي التدخل العسكري المعلن من قبل وزارتي الداخلية والدفاع ليعكس مدى خطورة الوضع وحرص الحكومة على استعادة الأمن والاستقرار في المحافظة.