
د /حمدان محمد
في تصريح يحمل بين طياته رسائل واضحة للداخل والخارج أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن موقف مصر من القضية الفلسطينية هو موقف مبدئي ثابت لم يتغير على مر العصور مشددًا على أن من ينكر هذا الدور إما جاحد أو متآمر حيث كانت كلمات الرئيس جاءت لتجدد التأكيد على أن القضية الفلسطينية تمثل عمقًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري وأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ليس خيارًا سياسيًا بل التزام تاريخي وأخلاقي يتوارثه المصريون جيلا بعد جيل وإن مصر التي كانت حاضرة في جميع مفاصل القضية منذ نكبة 1948 وحتى يومنا هذا لم تتأخر يومًا عن أداء دورها سواء من خلال الوساطات السياسية أو المبادرات الإنسانية أو الدعم الميداني في الحروب والتهدئة والمفاوضات ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة برزت جهود مصر جلية في إجلاء المصابين وإدخال المساعدات وفتح معبر رفح رغم التحديات الأمنية والضغوط الدولية وأكدت القاهرة أكثر من مرة أن الحل العادل للقضية يبدأ من إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وأن تصريحات الرئيس تعكس أيضًا حجم الألم الذي يشعر به المصريون من محاولات التشكيك في دور بلادهم تجاه فلسطين وهي محاولات بائسة تهدف لخلخلة الثوابت وزرع الفتن وتشويه المواقف وها هو اليوم ومع تصاعد الأحداث وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يتجدد التأكيد على أن مصر كانت وستظل درعًا وسندًا للشعب الفلسطيني وأنها لا تبحث عن أدوار مؤقتة أو بطولات إعلامية بل تؤدي رسالتها انطلاقًا من قناعات راسخة ومسؤولية تاريخية تجاه الأمة العربية بأسرها