كتبه د. ابراهيم عوض

يُعَدُّ التسوّل من الظواهر السلبية التي تنتشر في كثير من المجتمعات، وتمثّل صورة من صور التخلّي عن قيمة العمل، والاعتماد على الآخرين دون حاجة حقيقية أحيانًا. وقد حذّر الإسلام من هذه الظاهرة لما لها من آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، ووضع حلولًا جذرية لمعالجتها.

أولًا: مفهوم التسوّل

التسوّل هو طلب المال أو الطعام أو المساعدة من الناس من غير مقابل، وهو أمر مذموم إذا كان من شخص قادر على الكسب والعمل، أما المحتاج الفقير أو العاجز فله حق في مال الأغنياء عبر الزكاة والصدقات.

ثانيًا: خطورة الظاهرة علي الفرد

إضعاف روح الاعتماد على النفس.

تعويد النفس على الكسل والتواكل.

2خطورة ظاهرة التسول على المجتمع:

نشر صورة سلبية عن المجتمع.

انتشار الكذب والخداع للحصول على المال.

استغلال التسوّل في أعمال النصب أو الجريمة.

ثالثًا: موقف الإسلام من التسوّل

النهي عن التسوّل لغير المحتاج:

قال النبي ﷺ:

“لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مُزْعَة لحم” (رواه البخاري ومسلم)، وهذا تحذير شديد من السؤال لغير حاجة.

الحث على العمل:

قال ﷺ:

“لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها، فيكفّ الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه” (رواه البخاري).

وهذا دليل على أن الكسب الحلال، ولو كان بسيطًا، خير من مد اليد للناس.

إعطاء المحتاج حقه:

شرع الإسلام الزكاة والصدقات للفقراء والمساكين، وأمر الأغنياء بإعانتهم دون أن يُذلّوا أنفسهم بالسؤال.

رابعًا: علاج الإسلام لظاهرة التسوّل

1. تأمين حاجات الفقراء عبر الزكاة والصدقة والوقف الخيري.

2. تشجيع العمل مهما كان بسيطًا، وعدم احتقار أي مهنة.

3. تربية النفس على العفة وترك ما في أيدي الناس.

4. محاربة الكسل وبث روح الإنتاج في المجتمع.

5. تنظيم المساعدات عبر بيت المال أو الجمعيات الموثوقة، حتى لا تذهب لغير مستحقيها.

وختاما

التسوّل من الظواهر التي تُضعف كيان المجتمع وتفقده قيمته الإنتاجية، وقد جاء الإسلام بمنهج متكامل يجمع بين الرحمة بالفقراء ومحاربة الكسل والتواكل. فإذا التزم المسلمون بتعاليم دينهم في هذا الباب، تضاءلت هذه الظاهرة، وحلّ محلّها مجتمع متعاون يعمل فيه كل فرد بجدّ وكفاح.