د. إيمان بشير ابوكبدة
بعد عقود من البحث، عثرت عالمة الآثار كاثلين مارتينيز وفريقها على ما قد يكون اكتشافًا تاريخيًا يقرّبهم خطوة من حل لغز مقبرة الملكة الفرعونية الشهيرة كليوباترا. بالتعاون مع عالم المحيطات بوب بالارد، اكتشف الفريق ميناءً قديمًا غارقًا في أعماق البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من معبد تابوزيريس ماغنا في مصر.
يُعدّ هذا الاكتشاف بمثابة دعم قوي لنظرية مارتينيز بأن كليوباترا لم تُدفن في الإسكندرية كما يعتقد البعض، بل نُقلت سرًا إلى هذا المعبد. وتشير الاكتشافات الأخيرة إلى أن هذا الميناء الغارق، الذي يضم بقايا هياكل ضخمة ومراسي وقطع أثرية يعود تاريخها إلى عهد كليوباترا، كان يُستخدم لنقل جثمانها عبر البحر إلى تابوزيريس ماغنا، ومن ثم عبر نفق تحت الأرض إلى مثواها الأخير داخل المعبد.
ورغم أن العديد من المؤرخين يرجحون أن كليوباترا دُفنت مع حبيبها ماركوس أنطونيوس في الإسكندرية، إلا أن مارتينيز تعتقد أن الملكة المصرية وضعت خطة سرية لدفنها بعيدًا عن متناول الرومان. وقد صرحت مارتينيز بأنها لن تتوقف عن البحث، وأن العثور على المقبرة أصبح بالنسبة لها “مسألة وقت”.
يُسلّط هذا الكشف الضوء على أهمية سواحل مصر القديمة، التي لم تكن مجرد مراكز حضرية، بل كانت أيضًا نقاطًا استراتيجية للتجارة والتواصل. وقد أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن هذا الاكتشاف، مؤكدةً على “العمق التاريخي والبحري لمصر القديمة”.
لمزيد من التفاصيل حول هذا الاكتشاف المثير، سيتم عرضه في حلقة خاصة على قناة ناشيونال جيوغرافيك بعنوان “سر كليوباترا الأخير”.
