الأربعاء 2 ربيع الثاني 1447 | 24 - سبتمبر - 2025 - 2:08 م
الرئيسيةمقالاتالقراءة الرقمية… جيل جديد يكتب مستقبله عبر الشاشات

القراءة الرقمية… جيل جديد يكتب مستقبله عبر الشاشات

 

نجده محمد رضا 

 

في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، أصبحت القراءة الرقمية ظاهرة بارزة تتصدر المشهد الثقافي، خصوصاً بين الأجيال الجديدة. فالكتاب الإلكتروني لم يعد مجرد بديل ورقي، بل تحول إلى نافذة واسعة تُغير شكل العلاقة بين القارئ والمعلومة.

إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن نسبة كبيرة من الشباب المصريين باتوا يعتمدون على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للوصول إلى الكتب والمقالات، في وقت تتراجع فيه معدلات شراء الكتب الورقية. ورغم القلق الذي أبداه البعض من احتمالية تراجع قيمة الكتاب التقليدي، إلا أن القراءة الرقمية فتحت آفاقاً جديدة، أهمها إتاحة المعرفة بسهولة وسرعة وبأقل تكلفة.

اللافت أنّ منصات القراءة الرقمية صارت تقدّم مكتبات ضخمة تضم آلاف الكتب المجانية أو منخفضة الثمن، مما شجّع الطلاب والباحثين وحتى القراء العاديين على العودة إلى عادة القراءة بعد أن كانت قد تراجعت.

ومع وجود خاصية الكتب الصوتية، أصبح بالإمكان الاستماع إلى النصوص أثناء التنقل أو القيام بالمهام اليومية، وهو ما ساعد فئات جديدة على الانخراط في عالم الثقافة.

لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية الموازنة بين سهولة القراءة الرقمية وخطر التشتت الذي قد تسببه الشاشات وكثرة التطبيقات.

هنا يظهر دور المؤسسات التعليمية والثقافية في توجيه الأجيال نحو الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل، وتحويلها إلى أداة لتعزيز الثقافة لا مجرد استهلاك سطحي للمعلومات.

يمكن القول إن القراءة الرقمية لم تُلغ الكتاب الورقي، لكنها غيّرت خريطة المشهد الثقافي وفرضت أسلوباً جديداً للتعامل مع المعرفة. الأجيال القادمة ستنشأ في عالم مختلف، حيث الكتاب قد لا يُمسك باليد دائماً، لكنه سيظل يفتح العقول ويصنع المستقبل

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا