بقلم السيد عيد
المكان: قهوة “المعلم صابر” الطاولة الكبيرة في الركن، رائحة المعسل تملأ الجو، والتليفزيون شغال على قناة تعليمية قديمة بدون صوت.
المعلم سيد متنهد: يا رجالة… زمان كان المدرس يخش الفصل، إحنا نقوم واقفين، نقول بصوت واحد: “صباح الخير يا أستاذ!”
دلوقتي الطالب لو قام يبقى عشان يفتح الكاميرا في الدرس الأونلاين ويصوّر التيك توك!
عم رجب يشرب شايه ببطء: والله يا سيد، أنا مش فاهم إزاي العيال دلوقتي بتنجح. أنا ابني في إعدادي وعندي إحساس إني أنا اللي باخد الدروس مش هو!
الأسطى فتحي منفعل: الدروس الخصوصية دي بقت تجارة يا جماعة. المدرس بقى عنده سيستم حجز زي شركات الطيران… لو ما حجزتش بدرى تروح عليك الحصة.
مازن يضحك: ما هو يا عم فتحي المدرس بقى عنده جروب واتساب، وقناة يوتيوب، وكورسات أونلاين، حتى ملخص الامتحان بييجي لك PDF قبل الامتحان بيومين!
المعلم سيد: بس يامازن، زمان كان في رهبة. المدرس كان يخوّفنا بنظرة، النهارده العيال بتصوّر المدرس وتنزل الفيديو
عم رجب: والكارثة إنك تدفع دم قلبك في الدروس والنتيجة… ينجح بالعافية ويطلع حافظ الإجابات مش فاهم حاجة.
الأسطى فتحي ساخرا أنا عندي حل: نرجع نظام الكتاتيب، ونخلي كل واحد فينا يكتب على لوح خشب… على الأقل العيال هتتعلم الخط!
الجلسة تنتهي بقرار تاريخي:
القهوة تفتح “مركز تعليمي شعبي” بقيادة المعلم سيد، المدرس يعطي الحصة على القهوة وسط الشيشة، واللي ما يذاكر يتعاقب بغسل كبايات الشاي مكان عبوده
المعلم سيد وهو يضحك أهو كده التعليم هيبقى له طعم… وهيبقى عندنا جيل متعلم وبيعرف يلعب دومينو صح!