د. إيمان بشير ابوكبدة
في سابقة هي الأولى من نوعها، اتخذت نخبة جامعات كوريا الجنوبية قرارًا غير مسبوق برفض طلاب متفوقين أكاديميًا ليس بسبب درجاتهم، بل بسبب سجلّاتهم السابقة في العنف المدرسي والتنمر. ففي دورة القبول لعام 2025، رفضت ست جامعات كبرى، من بينها جامعة سيول الوطنية وجامعة كيونغ بوك الوطنية، 45 طالبًا بعد مراجعة ملفاتهم السلوكية.
يمثل هذا القرار تحولًا جذريًا في فلسفة القبول، حيث لم يعد التفوق الدراسي وحده كافيًا، بل أصبحت الشخصية والسلوك والمسؤولية الأخلاقية جزءًا من معايير تقييم مستقبل الطالب. وتستعد البلاد لتطبيق هذه السياسة على نطاق كامل، إذ سيُطلب من جميع الجامعات الكورية ابتداءً من عام 2026 مراجعة السجلات التأديبية للمتقدمين قبل قبولهم.
وقد أثارت الخطوة الجريئة نقاشًا واسعًا في المجتمع الكوري؛ فالمؤيدون اعتبروها انتصارًا للضحايا ورسالة واضحة بأن السلوك المسيء لا يمكن تجاهله مهما كانت الدرجات. في المقابل، يرى المنتقدون أن القرار قد يفرض وصمة دائمة على الطلاب الذين ربما تجاوزوا أخطاء الماضي وتغيّروا بالفعل.
