بقلم : أحمد رشدي
شهدت إحدى غرف العمليات في الولايات المتحدة واقعة طبية استثنائية أثارت دهشة الأطباء ورواد مواقع التواصل، بعدما استيقظ رجل أمريكي من التخدير ليجد نفسه غير قادر على التحدث بلغته الأم الإنجليزية، بينما ينطق بالإسبانية بطلاقة كاملة، وهي لغة لم يتعلمها من قبل بحسب إفادته وإفادات أسرته.
المشهد، الذي وُثّق في مقطع مصوّر لحظة الإفاقة، أظهر حالة من الذهول والصدمة،
لا سيما لدى زوجته التي بدت عاجزة عن استيعاب ما يحدث وهي تسمعه يجيب عن أسئلتها بالإسبانية فقط، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه لا يفهم ما يجري ولا يعرف سوى الإنجليزية.
المقطع انتشر بسرعة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، متصدرًا قوائم التداول، ومثيرًا موجة من التفاعل تراوحت بين المزاح والقلق، وبين محاولات البحث عن تفسير علمي لما وُصف بأنه تحوّل لغوي غامض. خبراء في طب الأعصاب أوضحوا أن ما حدث قد يندرج تحت ما يُعرف بمتلازمة «اللغة الأجنبية»،
وهي حالة نادرة تظهر عادة بعد إصابات دماغية أو اضطرابات عصبية مؤقتة، وتتسبب في تغيّر نمط النطق أو ظهور لكنة تشبه لغات أخرى.
غير أن الأطباء أشاروا إلى أن هذه المتلازمة غالبًا لا تُنتج لغة جديدة بطلاقة كاملة، وهو ما يجعل هذه الحالة تحديدًا محاطة بقدر كبير من الغموض والاستثناء.
ووفق التقديرات الطبية، فإن الواقعة قد ترتبط بخلل عصبي عابر، أو بتنشيط مسارات لغوية خاملة في الدماغ، أو حتى بتفسير نفسي عصبي لم تُفك شفرته بعد بشكل كامل.
وبينما يواصل المختصون دراسة الحالة، تبقى الحادثة مثالًا حيًا على تعقيد الدماغ البشري، وقدرته المذهلة على مفاجأتنا بما لا يزال خارج نطاق الفهم العلمي الكامل.
