أ.د.روحية الشريف
قد يبدو اسماً معقداً، لكن فهمه هو الخطوة الأولى للسيطرة عليه.
أولا…..ما هو هذا المرض؟
التهاب الجلد والعضلات هو مرض “مناعي ذاتي” نادر. وببساطة، هذا يعني أن الجهاز المناعي (الذي من المفترض أن يحميك) يخطئ ويبدأ في مهاجمة أنسجة الجسم نفسها، وتحديداً الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد والعضلات، مما يؤدي إلى حدوث التهابات تظهر آثارها بوضوح على شكل طفح جلدي وضعف عضلي.
ثانيا……الأسباب
حتى الآن، لا يوجد سبب واحد محدد، ولكن يعتقد العلماء أنه ناتج عن مزيج من:
1- العوامل الوراثية: وجود استعداد جيني لدى الشخص.
2- العوامل البيئية: مثل التعرض المفرط لأشعة الشمس أو بعض الإصابات الفيروسية التي تحفز الجهاز المناعي.
3- اضطراب المناعة: خلل يجعل الجسم يهاجم خلاياه السليمة.
ثالثا…..كيف تعرف الإصابة به؟ (الأعراض)
تظهر الأعراض عادةً بشكل تدريجي، وتشمل:
1- تغيرات الجلد:
طفح جلدي بلون “أرجواني” أو أحمر داكن يظهر على الجفون، أو الوجه، أو المفاصل (مثل مفاصل الأصابع، الركبتين، والمرفقين).
2- ضعف العضلات:
يكون الضعف في العضلات “القريبة” من جذع الجسم (مثل الوركين، الفخذين، الكتفين، وأعلى الذراعين).
يلاحظ المريض صعوبة في صعود السلم، أو النهوض من الكرسي، أو تسريح الشعر.
رابعا…..طرق العلاج
رغم أنه مرض مزمن، إلا أن العلاجات الحديثة فعالة جداً في إعادة الحياة لطبيعتها:
1- الأدوية المثبطة للمناعة: مثل “الكورتيزون” وأدوية أخرى لتهدئة هجوم الجهاز المناعي.
2-العلاج الطبيعي: مهم جداً للحفاظ على مرونة العضلات وقوتها ومنع تيبس المفاصل.
3- الحماية من الشمس: لأن الأشعة فوق البنفسجية تهيج الطفح الجلدي.
4- العلاج بالامينوجلوبولين الوريدي (IVIG): في بعض الحالات المتقدمة لتعزيز المناعة السليمة.
5- العلاج البيولوجي هو احدث انواع العلاج الان بالريتوكسيماب
ولذلك نقول انك قد تشعر بالقلق عند سماع التشخيص، ولكن الحقيقه هو أن التهاب الجلد والعضلات ليس حكماً نهائياً. مع التشخيص المبكر والالتزام بالخطة العلاجية من دكتور الروماتيزم، يتمكن أغلب المصابين من استعادة قوتهم العضلية واختفاء الطفح الجلدي تماماً، والعودة لممارسة حياتهم وهواياتهم بشكل طبيعي جداً.
أ.د.روحية الشريف
بروفيسور الأمراض الروماتيزمية والمناعية بكلية الطب جامعة المنيا وإستشارية الأمراض الروماتيزميه والمناعية بمستشفي سلامات بالمملكة العربية السعودية
