د.نادي شلقامي
في تصعيد جديد يعكس عمق التوتر بين كاراكاس وواشنطن، شرعت الحكومة الفنزويلية في عملية غير مسبوقة لتعبئة السكان وتسليح المليشيات الشعبية. ويأتي هذا الإجراء، الذي وصفته وسائل الإعلام بـ”طارئ”، كاستجابة احترازية لما تعتبره القيادة الفنزويلية تهديدًا أمريكيًا وشيكًا يستهدف الإطاحة بالنظام والسيطرة على الموارد النفطية الحيوية للبلاد.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن الهدف هو تحويل كل حي ومنطقة إلى “حصن منيع” يصعب على القوات الأجنبية اختراقه.
عقيدة “حرب الشعب”: السلاح في يد المدنيين
تستند هذه الاستراتيجية إلى مفهوم “الدفاع الشامل”، حيث يتم تدريب مئات الآلاف من المدنيين المنضوين تحت لواء “الميليشيا الوطنية البوليفارية” على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى تكتيكات حرب العصابات.
ويرى مراقبون أن توزيع السلاح على المواطنين هو رسالة ردع واضحة لإدارة ترامب، مفادها أن أي غزو بري سيتحول إلى “مستنقع” طويل الأمد، حيث لن يواجه الجيش الأمريكي قوات نظامية فحسب، بل سيواجه مقاومة شعبية مسلحة في كل شارع.
التوقيت والسياق الجيوسياسي
يأتي هذا الاستنفار الفنزويلي بالتزامن مع تشديد واشنطن لعقوباتها الاقتصادية وتلويح الرئيس دونالد ترامب المتكرر بـ “الخيار العسكري” لحسم الملف الفنزويلي.
وتخشى كاراكاس من أن تؤدي الضغوط الداخلية والأزمات المعيشية إلى خلق ثغرة أمنية تستغلها القوى الخارجية للتدخل.
