نحنُ أبناءُ السؤال،
لا ورثةُ الصمتِ المعلَّب،
نقفُ في وجهِ العتمة
لا لنشتمَها
بل لنفضحَ أصلَها:
غيابَ الثقافة.
نقولُها واضحةً
بلا مواربةٍ ولا تزيين:
حين تغيبُ الثقافة
يغيبُ كلُّ شيء،
يضمحلُّ العقلُ،
وتتحوّلُ الأوطانُ
إلى جغرافيا بلا معنى.
الثقافةُ
ليست نخبةً تتبادلُ المصطلحات،
ولا منصةً للاستعراض،
هي فعلُ مقاومة،
هي وعيٌ يوميٌّ
ضدّ القطيع،
وضدّ تحويلِ الإنسان
إلى تابعٍ مطيع.
نرفضُ
أن يُجرَّمَ السؤال،
أن يُقدَّسَ الجهل،
أن يُسوَّقَ الليلُ
بوصفه قدرًا أبديًّا.
نؤمنُ
أن الثقافةَ
هي التحضُّرُ الحقيقيّ،
وأن الذكاءَ الجمعيّ
لا يولدُ من الخوف،
بل من حرية التفكير.
نسألُ اليومَ
لا ترفًا
بل ضرورة:
كيف نتقدّم
والليلُ في الرؤوسِ مقيم؟
وكيف يُولدُ الفجر
إذا لم نُشعل
أوّل فكرة؟
نحذّرُ:
إذا طالَ هذا الظلام
ولم نكسرْ
أقفالَ الوعي،
سننتهي
لا بهزيمةٍ مدوّية،
بل بتلاشيٍ بطيء
لشعبٍ
كان يمكنُ
أن يكون.
هذا بيانُنا:
الثقافةُ
حقٌّ،
ومسؤولية،
ومعركةٌ أخلاقية
لا حيادَ فيها.
ومن لا يدافعُ عنها
إنما
يوقّعُ
على شهادةِ الغياب.
— يونس
بيانٌ ثقافيٌّ شعري
186
