الحب.. شعورٌ لا يشيخ ولا يعرف حدودًا

أحمد حسني القاضي
الحب نعمة عظيمة من الله تعالى، وهبةٌ يزرعها في قلوب عباده ليكون رابطًا متينًا بين البشر، ينشر بينهم المودة والرحمة. فلو تأملنا في معنى الحب الحقيقي بين الزوجين، لوجدنا أنه الأساس الذي تُبنى عليه الحياة الزوجية، ولولاه لتحولت الدنيا إلى غابةٍ يحكمها قانون البقاء للأقوى، حيث يطغى القوي على الضعيف بلا رحمة أو إنسانية.
الحب ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو دفءٌ يدوم، وسندٌ يبقى، وشعورٌ لا يتأثر بمرور الزمن أو تغير الظروف. فالقلب يظل متعلقًا بمن أحب، مهما طال العمر أو ابتعدت المسافات. والزواج القائم على الحب الصادق والمودة الحقيقية يصمد أمام كل العواصف، حيث تبقى الزوجة السند الدائم لزوجها، ويبقى الزوج العمود الذي تستند إليه زوجته، فلا تهزهما المحن، ولا تضعفهما الأزمات.
وفي لحظات الشدة، حين يشتد البلاء وتضيق الدنيا، لن يجد الإنسان بجانبه سوى شريك حياته، هو وحده من يمسك بيده، ويمنحه القوة للاستمرار. فالسعادة الحقيقية في الزواج لا تُبنى فقط على الحب، بل على الصلاح والتقوى، والتفاهم الذي يجعل كل طرفٍ مصدر راحة وأمان للآخر.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعًا الأزواج الصالحين والذرية الطيبة، وأن يملأ حياتنا حبًا ومودة ورحمة.