تقارير

القطايف.. حلوى رمضان الأسطورية بين التاريخ والتقاليد

تقرير ـ مها سمير

مع حلول شهر رمضان المبارك تتزين الموائد العربية بأشهى الأطباق التقليدية لكن يبقى للقطايف مكانة خاصة تتجاوز مجرد كونها حلوى بل أصبحت رمزًا من رموز الشهر الفضيل. فكيف بدأت حكاية القطايف؟ ولماذا ارتبطت بهذا الشهر تحديدًا؟

 

يرجح المؤرخون أن القطايف تعود إلى العصر الأموي أو العباسي حيث كانت تُقدَّم في مجالس الخلفاء كنوع فاخر من الحلويات.

لكن البعض ينسبها إلى العصر الفاطمي إذ ازدهرت صناعة الحلوى آنذاك وكانت تُقدَّم ضمن ولائم السحور والإفطار.

 

أما تسميتها فيُقال إنها مستوحاة من ملمسها الناعم الذي يشبه “القطيفة” في حين يرى آخرون أن الناس كانوا “يتقاطفونها” بسرعة لشدة الإقبال عليها.

تعددت الروايات حول ارتباط القطايف بشهر رمضان لكن الأرجح أن السبب يعود إلى كونها حلوى سهلة التحضير وغنية بالسعرات ما يجعلها مثالية لتعويض الطاقة بعد ساعات الصيام. كما أن انتشارها في الأسواق والمنازل خلال هذا الشهر جعلها جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية.

رغم أن القطايف التقليدية تُحشى بالجوز أو الجبنة أو القشطة فإن العصر الحديث أضاف لمسات مبتكرة فأصبحت تُحشى بالشوكولاتة أو الفواكه أو الكريمة وحتى بالنوتيلا مما جعلها تتماشى مع الأذواق العصرية مع الاحتفاظ بأصالتها.

سواء أكانت القطايف مقرمشة أو طرية محشوة بالقشطة أو الجوز فإنها تبقى طبقًا يجمع العائلة والأصدقاء حول مائدة الإفطار محملة بعبق التراث وذكريات الطفولة.

ومع كل رمضان تتجدد الحكاية ويبقى السؤال الذي يتكرر كل عام: “بالقشطة أم بالمكسرات؟”.

ولا يكاد يهلّ هلال رمضان حتى تبدأ لرائحة القطايف تفوح في الأحياء معلنة عن قدوم الشهر الفضيل بطقوسه ومأكولاته المميزة.

ورغم تعدد أصناف الحلوى الرمضانية فإن القطايف تبقى الأكثر شعبية حيث يرتبط بها الناس ارتباطًا وجدانيًا وكأنها جزء لا يتجزأ من روح رمضان.

 

ترتبط القطايف بالذاكرة الجماعية للأسر العربية فهي ليست مجرد حلوى بل طقس رمضاني أصيل.

فالكبار يتذكرون أيام الطفولة وهم يشترونها من عربات الباعة والصغار ينتظرون بفارغ الصبر لحظة تحضيرها في المنزل.

هذا الارتباط العاطفي جعل القطايف رمزًا للدفء العائلي والاجتماع حول مائدة الإفطار.

 

كما أن سهولة تحضيرها وتنوع حشواتها جعلها محبوبة لدى الجميع.

 

و أجمل ما في القطايف أنها تجمع أفراد الأسرة فهناك من يتولى تحضير العجينة وآخر يبدع في الحشو، بينما يتكفل أحدهم بقليها أو خبزها.

هذا الطقس الرمضاني يعزز الشعور بالمودة والتعاون ويخلق لحظات لا تُنسى بين الأجيال.

قد يختلف الناس في طريقة تناولها، لكنها تبقى الحلوى التي تحمل في طياتها ذكريات الزمن الجميل.

فهي ليست مجرد طعام بل قصة تروى كل عام ونكهة لا تكتمل فرحة رمضان إلا بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى