الثقوب السوداء.. ألغاز كونية تبتلع كل شيء في طريقها

نجده محمد رضا
في أعماق الفضاء الخارجي، حيث تسود الظلمة وتختفي القوانين التقليدية للفيزياء، تكمن واحدة من أعظم أسرار الكون: الثقوب السوداء. هذه الأجسام الفلكية الغامضة تمتاز بقوة جاذبيتها الهائلة، التي لا تسمح حتى للضوء بالفرار منها، مما يجعلها غير مرئية مباشرة للعين البشرية.
ما هو الثقب الأسود
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء ناتجة عن انهيار نجم ضخم بعد نفاد وقوده النووي. عندما تنهار كتلة النجم تحت تأثير جاذبيتها، تضغط في مساحة صغيرة جدًا، لتشكل ما يُعرف بـ”المتفردة”، وهي نقطة ذات كثافة لا نهائية، يحيط بها “أفق الحدث”، وهو الحد الفاصل الذي إذا تجاوزه أي شيء، لا يمكنه العودة أبدًا.
يصنف العلماء الثقوب السوداء إلى ثلاثة أنواع رئيسيه الثقوب السوداء النجميةتنشأ عن موت النجوم، وتبلغ كتلتها عدة أضعاف كتلة الشمس.
الثقوب السوداء المتوسطة نادرة ومحل جدل علمي، يُعتقد أنها تتكون من اندماج عدة ثقوب نجمية.
الثقوب السوداء فائقة الكتلة توجد في مراكز المجرات، وتصل كتلتها إلى ملايين أو مليارات المرات من كتلة الشمس.
تلعب الثقوب السوداء دورًا حيويًا في تطور المجرات وتوزيع المادة في الكون. كما تُعد مختبرًا طبيعيًا لدراسة قوانين الفيزياء في أقصى ظروفها، مما قد يساهم في توحيد نظرية النسبية العامة لأينشتاين مع ميكانيكا الكم.
إنجازات علمية حديثة
في عام 2019، تمكن العلماء من التقاط أول صورة لثقب أسود في مجرة “M87″، باستخدام شبكة تلسكوبات تُعرف باسم “أفق الحدث”. وقد اعتُبر هذا الإنجاز فتحًا جديدًا لفهم سلوك هذه الكائنات الكونية.
رغم التقدم العلمي الكبير، لا تزال الثقوب السوداء تحمل الكثير من الغموض. فهي لا تُظهر لنا إلا القليل، لكنها قد تخبئ بين طياتها مفاتيح لفهم نشأة الكون ومصيره.